الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض نتيجة الحساسية النفسية المفرطة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

منذ 6 سنوات وقعت لي حادثة أصبت من خلالها بالمرض، وتناولت العديد من الأدوية، ولكن منذ 4 سنوات -والحمد لله- وجدت معالجا نفسانيا وصف لي الأدوية المناسبة وغير الضارة، ومن خلال هذا الطبيب أكملت دراستي وعدت إلى حياتي الطبيعية.

ولكن هذا العام وقعت لي حادثة أخرى أعادتني إلى حالة غير مستقرة، مع العلم أني أذهب إلى نفس الطبيب كل 3 أشهر ويصف لي دواء ريسبال 2 ملغ وهو دواء مريح -والحمد لله-.

مع الحادثة الأخيرة كما ذكرت سلفا قصصتها للطبيب قال لي يجب عليك تجاوزها بإرادتك وإلا سوف تظهر لك أعراض جانبية تزيد من سوء حالتك، وبالفعل ظهرت الأعراض، مع العلم أن الطبيب قال لي: أنك تعاني من الحساسية النفسية المفرطة عندما تقع لك حادثة تذكرك بالحادثة التي أصابتك بالمرض.

وفي الأخير: أريد نصيحتكم لتجنب هذه الأعراض والعودة إلى حياتي الطبيعية، مع أنني مقبل على وظيفة جديدة -إن شاء الله- وأعلم أن هذا ابتلاء من عند الله عز وجل.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تذكر تفاصيل الحادثة بعينها، ولم تذكر أعراض المرض التي أحسست بها، وهذا مهمٌّ في العلاج.

على أي حال: يتضح أنك من الأشخاص الذين إذا تعرَّضوا لمشاكل أو أحداث حياتية مُعيّنة تنتابهم بعض الأعراض النفسية من قلق وتوتر وأعراض اكتئاب، وقد قابلت طبيبًا وأعطاك الزربريادال، وتكررت مرة أخرى، والطبيب نصحك في محاولة التغلُّب على هذه الأشياء بنفسك خوفًا من الآثار الجانبية للرزبريادال.

الرزبريادال - أخي الكريم - هو من مضادات الذهان، ويستعمل في اضطرابات الذهان بصفة عامة، ولكن يُعطى بجرعات صغيرة عند الوسواس القهري الذي لا يستجيب للأدوية الأخرى، وإذا كانت أعراضك أعراض قلق وتوتر واكتئاب فالأنسب أن تأخذ دواء من مشتقات الـ SSRIS بدلاً من الرزبريادال، لأن آثارها الجانبية قليلة.

ولكن أتفقُ مع الطبيب في أنه أحيانًا الحساسية النفسية المفرطة التي تجعلك تتفاعل مع الأحداث في صيغة قلق وتوتر، تحتاج إلى علاج نفسي في المقام الأول، والعلاج النفسي لا يعني أنك تتحمّل هذا الشيء وتقوم به بنفسك وتحاول أن تتغلَّب عليه، لأنه في كثير من الأحيان لا تستطيع أن تفعل ذلك وحدك، ويجب اللجوء إلى معالج نفسي - أخي الكريم - ليُملّكك مهارات للتغلُّب على هذه الصِّعاب وتقوية الذات في مواجهة تحدِّيات الحياة، وهذا طبعًا يتطلب عدة جلسات، تكتسب فيها هذه المهارات وتطبِّق تلك المهارات في حياتك حتى لا تتناول الأدوية وتعيش حياة متوازنة من غير أدوية، وتتعلَّم كيفية التأقلم مع الصِّعاب والأحداث التي تواجهك في مستقبل حياتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً