الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اضطراب في النوم والأدوية أتعبتني، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أسأل الله لكم التوفيق فيما تقدمونه من خير ومساعدات.

أنا تعرضت لاكتئاب وقلق وتوتر وصعوبة في النوم منذ الصغر، وفي سن 24 بدأت أذهب للعيادات النفسية، وأخذت دواء (انتابروا) واستخدمته سنتين، وتحسنت تحسناً جميلاً جداً، لكن سبب لي ضعفاً جنسياً، وحساسية في الرأس، وقام الدكتور بتغييره إلى دواء اللوسترال، استخدمته شهراً ثم تركته، لأني تعبت من الأدوية.

من ناحية الاكتئاب انتهى والقلق بنسبة 50% انتهى لكن المشكلة في النوم، حالياً أنام ساعة ثم استيقظ، تعبت من اضطرابات النوم، وتعبت من أدوية النوم (الميرزاجين وادازيوا) وغيرها.

حلفت أن لا أستخدمها، صحيح أنها منومه لكن متعبة، وتُثير الحساسية، وعندي مشكلة في الأنف وإذا أخذتها لا أستطيع التنفس.

المشكلة حالياً في نوم لكن لا أستطيع النوم، وإذا نمت نمت ساعة فقط!

دكتور ما رأيكم، هل أرجع على (اللوسترال) أو أستخدم المكمل الغذائي (التربوتوفان) الذي يساعد على إفراز السيروتونين؟ هل (التربوتوفان) مضر على الجسم؟

سؤالي الأخير: ما هي الأشياء في الجسم المختصة بالنوم الذي يجب تحليلها؟ وهل فيتامين ب 12 من ضمنها؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنا أعتقد أنه لديك درجة بسيطة من القلق الاكتئابي هي التي تؤدي إلى اضطرابات النوم التي تعاني منها، فيجب أن تقتلع هذا القلق وتقتلع هذا التوتر، وتكون شخصًا إيجابيًا، وتكون شخصًا متفائلاً، وتكون لك أنشطة اجتماعية وأنشطة رياضية، وتكون صاحب مهارات وشخصًا متطورًا في وظيفتك وفي عملك، وتُحسن صِلاتك الاجتماعية، وتحرص على الصلاة في وقتها.

هذه - يا أخي - كلها مكمِّلاتٍ ممتازة جدًّا للصحة النفسية.

أنا أرى أن الرياضة - على وجه الخصوص - مهمَّة جدًّا بالنسبة لك، وكذلك تمارين الاسترخاء مهمّة جدًّا بالنسبة لك، فاحرص عليهما أيها الفاضل الكريم.

أذكار النوم لا تنساها، ويجب أن تتجنب كل محتويات الكافيين - من شاي وقهوة وبيبسي وكولا وشكولاتة - بعد الساعة السادسة مساءً، وتجنب النوم النهاري، هذا مهمٌّ جدًّا.

أخي: هذا هو الذي أنصحك به، لأن هذه هي الأسس الصحيحة لتحسين النوم.

هنالك دواء يُسمَّى (ترازدون Trazodone) ربما يكون أفضل، إذا وجدته تناوله، أنا أعتقد أنه سيساعدك أكثر من بقية الأدوية التي تتناولها، ولا تتخذ موقفًا سلبيًا من الأدوية، لا تتناول فقط الأدوية التعويضية، ولا تُكثر من تناول الأدوية، وطبّق الإرشادات السابقة التي ذكرتها لك، لأنها بالفعل أهم من الدواء.

الترازدون تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

بالنسبة لموضوع التربتوفان Tryptophan: أثبت فشله تمامًا بالنسبة لتحسين المزاج أو بالنسبة لتحسين النوم، نعم هو المستحضر الذي يُستخرج منه السيروتونين، لكن لسببٍ ما وجد أنه لا يفيد حين يتم تناوله عن طريق الفم، يظهر أن التربتوفان الداخلي - أي الطبيعي - هو الذي يُفيد.

موضوع الحساسية أعتقد لا علاقة كبيرة لها بالأدوية، حتى القلق الشديد يُسبب الحساسية أحيانًا.

هذه هي الأشياء المهمة، وأرجو أن تتبعها، وبالنسبة لبعض المركبات التي ربما يكون لها علاقة بالنوم هو: الميلاتونين Melatonin، الميلاتونين هو هرمون طبيعي، تفرزه غدة تُسمى غدة بانيل Pinel.

في بعض الناس الميلاتونين يفيد كثيرًا، ولا يمكن قياسه في الدم، وكبار السن يستفيدون أكثر من الميلاتونين، لأنه ومن المنطق أن نقول: إن إفراز هذه الغدة يضعف مع تطور العمر، فإن أردتّ أن تجرّبه لا بأس، لكن أعتقد أن الترازدون هو الأفضل بالنسبة لك.

الأشياء التي بالجسم المختصة بالنوم: أولاً النوم عملية فسيولوجية نفسية بيولوجية طبيعية غريزية، فالإنسان يجب أن يُحضّر نفسه له، هذا مهمٌّ جدًّا، دع النوم يبحث عنك ولا تبحث أنت عنه، هذا مهمٌّ جدًّا، بعد ذلك هنالك موصلات عصبية - مثل الميلاتونين والسيروتونين - لها دور كبير جدًّا في موضوع النوم.

فيتامين ب12 ليس له علاقة أبدًا بموضوع النوم، لكن فقر الدم قد يؤدي إلى ضعف في النوم - خاصة بدايات النوم أو لا يكون النوم مستقرًّا وعميقًا وسلسًا - وأنا دائمًا - أخي الكريم - أؤيد بل أنصح بالفحوصات الدورية، مَن هم مثلك مثلاً يمكن أن يفحصوا مرة واحدة كل ستة أشهر، والحمد لله تعالى الآن هذه الفحوصات سهلة المنال وغير مكلفة، فالفحص الروتيني يشمل فحص الدم للتأكد من قوته، وإن كان هنالك ضعف أو لا، مستوى السكر، مستوى الكرويات البيضاء، مستوى الصفائح الدموية، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، مستوى الدهنيات.

هذه كلها فحوصات بسيطة وسهلة، وأنصحك حقيقة بأن تقوم بهذا الفحص الروتيني، لكن قطعًا فيتامين (ب12) ونقصه ليس له علاقة بموضوع النوم.

طبعًا نقصان فيتامين (د) يُقال إنه ربما له علاقة بالحالة المزاجية، لذا ننصح الناس دائمًا بأن يتأكدوا من مستوى فيتامين (د) لديهم، وإن كان هنالك أي نقص يُنصح أن يأخذ الإنسان العلاج التعويضي، الأمر في غاية البساطة.

أخيرً أخي: أسأل الله لك نومًا هادئًا وهانئًا وسعيدًا، وأرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، واحرص كثيرًا على أذكار النوم، فهي عظيمة ومفيدة وإن شاء الله تعود عليك بكل خير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً