الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنصح أخي بطريقة صحيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدتي متوفية، ويشهد الله أنها كانت امرأة صالحة، ربتنا أنا وأخي على طاعه الله، وأبي كان يعمل في أحد الدول الأجنبية، مرضت أمي بمرض عضال، كنت لها الأخت والصديقة والابنة، كانت عالمي بأكمله، بعد وفاتها انتقلت أنا وأخي للعيش مع والدي، وبدأت أعمل.

حالتي النفسية ساءت كثيرا بعد وفاة أمي، رغم كل ما حققته من نجاحات أشعر دائماً بالوحدة، لست متزوجة، وأخي تصرفاته تغيرت كثيرا، أصبح كثير السهر، وبعد فترة قصيرة من انتقالنا للعيش مع أبي أصيب أبي بمرض خطير، أصبحت أعمل أنا وأخي لنعول أنفسنا، لم يكن لدينا سوى الله الذي لم يخذلنا، بعدها تعرف أخي بفتاة، لم أرض عن علاقتهم، أصبح تأثيرها سيئا عليه، بعدها حدث انفصال بينهما، وأصبح يهددها بما في حوزته من رسائل وأشياء.

ظللت أذكره بغضب الله وعقابه، لأنني لا أرضى لها الفضيحة وإن لم أكن راضية عنها، لم يستمع لي، قرابة العامين على هذا المنوال، ولا أريد أن يسمع أبي فتسوء حالته، حكيت لعمي، وتحدث معه، هدأ شهرا ثم عاد مرة أخرى ناوياً فضيحة هذه البنت، وفي نهاية الأمر قال لي: إنه حكى لبعض أصدقائه عما حدث بينهم، فغضبت كثيرا وحكيت لأبي، وحدث بينهما كلام ومشاجرة، والآن أخي يتهمني بأنني السبب، ماذا كان علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

- بارك الله فيك وأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك.

- شكر الله لكِ برّكِ بوالديك عامة ووالدتك خاصة، وثقي بأن الله لن يضيعك ما دمتِ طائعة له بارة بوالديكِ ناصحة لأخيك.

- نُصحك لأخيك والاستعانة بعمّك في القيام بهذا الواجب -حفظك الله ورعاك- واجب شرعي وأخلاقي ومن مقتضى الحكمة أيضاً، كما يتضمَن الستر على صديقته والنُصح لها والعفّة، مما يستلزم منكِ الاستمرار على هذا الواجب بهدوء ولطف ورفق وحكمة، وأوصيك بالاستمرار، والازدياد من الطاعة والعبادة والذكر والخير ولزوم الصحبة الصالحة.

- وأما ما يعتريك من مشاعر التوتر والضيق والحزن بسبب ما تجدين من فراق والدتك، فتذكّري أن الحياة قد طُبعت على ألوان الابتلاء وما أعده الله تعالى للصابرين على البلاء، الشاكرين للنعماء، المؤمنين بالأقدار الراضين بالقضاء من عظيم الثواب والجزاء، (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

- وأما بصدد حزنك وتألمك من صدود أخيك عن نصيحتك، واتهامه لك بأذيته من جرّاء نصحك له، فهذه ضريبة الدعوة إلى الله، حيث قال لقمان لابنه: (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور)، ولك في سورة العصر أعظم وأجمل العزاء، وحيث أنتِ مديرة تسويق فإن في ذلك ما يعينك على حسن التعامل مع الناس، والصبر على أخيك خاصة.

- ولا أجمل وأفضل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء وحسن الظن به والاستعانة، والتوكل عليه ولزوم ذكره وطاعته والاستفادة من وقتك في تحصيل مصالح الدين والدنيا.

- فرج الله همك ويسر أمرك وشرح صدرك، ورزقك سعادة الدارين، والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً