الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي خاصة في العمل، أرجو النصح.

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الرجفة وزيادة ضربات القلب وضيق التنفس الشديد عند أي مواجهة، سواء كان الموقف كبيرا او شيئا صغيرا.

قرأت في موقعكم عن دواء زولفت وإندرال لعلاج هذه الأعراض، أريد أن أعرف الجرعة المناسبة لكل دواء؟ والمدة الكافية لتناول الدواء؟ وسأبدأ بأخذ الدواء على الفور طبقا لاستشارتكم، لأنني أعاني من هذه المشكلة خاصة في العمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

الذي يظهر لي أنه لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف ذو الطابع الاجتماعي، والقلق النفسي طاقة مهمّة جدًّا للإنسان حتى ينجح، لكن بعض الناس يزيد عندهم القلق حين المواجهات أو مجرد التفكير في المواجهات، وتأتيهم أفكار خاطئة، مثلاً أن هنالك رجفة، أن هنالك تلعثما في الكلام، أن هنالك تعرُّقًا، أن هنالك احمرارًا في الوجه، أنه سيفقد السيطرة على الموقف، وهذا كله ليس صحيحًا.

أفضل طرق العلاج هي: أن تقوم بمواجهات اجتماعية مستمرة، ألَّا تتجنب الواجبات الاجتماعية أبدًا، صلة الرحم، حضور مناسبات الأفراح، المشي في الجنائز، زيارة المرضى، هذه مهمّة جدًّا كعلاج قلق المخاوف الاجتماعي.

الخروج مع الأسرة إلى التجمعات التجارية -مثلاً- من وقتٍ لآخر، هذه كلها نعتبرها علاجات مهمّة وأساسية.

ممارسة الرياضة -خاصة الرياضة الجماعية- وتمارين الاسترخاء علاج مهم، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015 أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين الاسترخائية.

فيا -أخي الكريم-: احرص هذه الجزئيات من العلاج، مهمَّةٌ جدًّا، ولا تعتمد فقط على الدواء، الدواء نعم يفيد لكنه جزء من العلاج، والذي لا يُطبِّق الإرشادات السلوكية ويجعلها نمطًا في حياته حين يتوقف من الدواء سوف ينتكس، نحن نريد للناس أن تتأهل علاجيًا وسلوكيًا بصورة صحيحة.

وسيكون من الحكمة والصواب أن تُجري فحوصات طبية عامَّة، مجرد التأكد من مستوى الهيموجلوبين (الدم)، مستوى السكر، وظائف الكلى والكبد، ومستوى الدهنيات، فيتامين (د)، فيتامين (ب 12)، ووظائف الغدة الدرقية ومعرفة مستواها الإفرازي مهمّة جدًّا، اجعل لنفسك قاعدة طبية سليمة من خلال إجراء هذه الفحوصات.

بعد ذلك يأتي موضوع الدواء: الزولفت نعم دواء ممتاز، وهو يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، الجرعة هي حبة واحدة إلى أربع حبات في اليوم، لكن بما أن حالتك بسيطة أرى أن حبة واحدة تكفي تمامًا، ابدأ بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- يوميًا، تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين.

أمَّا بالنسبة للإندرال: فابدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

في بعض الأحيان ربما تحتاج أن ترفع جرعة الزولفت، لكن أنا أرى أن حالتك بسيطة، وأرى أنك إن طبقت الإرشادات التي ذكرتها لك لن تحتاج لأن ترفع جرعة الزولفت، وهو دواء سليم جدًّا، ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، وبالنسبة للمتزوجين ربما يؤدي إلى تأخُّرٍ بسيط في القذف المنوي عند الجماع، لكن الدواء لا يؤثّر أبدًا على الخصوبة الإنجابية للرجل أو للمرأة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونحن سعداء جدًّا على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً