الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خائفة من الإصابة بمرض القلب والوفاه، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة رقم (2416218)، قبل أسبوع كنت جالسة فنمت وصحوت بسبب النبضات، شيء مثل نبضات القلب في جميع جسمي، ثم سجدت وذهبت عني، ولكنها بدأت تظهر مؤخرا عند النوم أو الاستلقاء، وفي بعض الأحيان تتسارع نبضاتي وأنا جالسة، وأشعر معها بارتجاف الأطراف، ولكن غير ظاهر، وأنا أخاف من أمراض القلب، ومن الذهاب للطبيب.

علما أنني أجريت تحليلا لفقر الدم، وفيتامين دال، والغدة، وكانت النتائج سليمة، إلا أنني أعاني بنسبة بسيطة من فقر الدم، وفيتامين دال نسبته30، جيدة كما أظن.

أنا بعمر 21 سنة، مشكلتي بدأت قبل 3 شهور تقريبا، توفيت أختي التي تكبرني ب 3 سنوات بجلطة، فتأثرت كثيرا وصدمت، لأنها كانت صغيرة في العمر، تبلغ 24 سنة، تأثرت لأنني لم أتوقع فراقها أبدا، أحاول نسيانها ولا أستطيع، والآن أعاني من ألم فقدانها، ومن الخوف الشديد من الإصابة بمرض القلب الذي أصابها وأصاب أبي.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لأختك، وحقًّا هذا فقدٌ كبير، لكن رحمة الله واسعة، والموت أمرٌ مكتوب على كل حي، وهو يتخطف الناس كل يوم، وهو مصير لكل حي، {كل من عليها فانٍ ويبق وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، {إنك ميتٌ وإنهم ميتون}، والمطلوب منك الآن هو أن تدعي لها دائمًا بالرحمة، تصدّقي لها حتى ولو بالقليل، وصِلي صديقاتها ومن تُحب صِلتهم.

هذا - أيتها الفاضلة الكريمة - يجعل نفسك في ارتياح، لأنك بالفعل قدّمي لها أشياء عملية ثابتة في السُّنّة أنها هي التي تفيدها.

الحزن المُطبق والكرب والبكاء والحسرة هذا لا يفيد، فارتقي بنفسك وتعاملي مع أمر هذا الفراق وهذا الفقْد بالكيفية الشرعية، وانطلقي في حياتك، لا تعطّلي نفسك أبدًا، اجتهدي في دراستك، وزّعي وقتك بصورة طيبة، لأن إدارة الوقت تعني حُسن إدارة الحياة، كوني بارة بوالديك، ابني صداقات جيدة مع الصالحات من البنات، اجعلي لنفسك وردًا قُرآنيًا يوميًا، والصلاة لابد أن تكون في وقتها، فهو أفضل الأعمال، الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة وجدناها مهمة بل ضرورية.

الذي تحسين به من نبضات هنا وهناك هذا دليل على القلق - الحمد لله تعالى - أن الدورة الدموية شيء عجيب وشيء بديع، وهي مقسّمة إلى شرايين كبيرة وشرايين صغيرة وشرايين متوسطة، وكذلك الأوردة، ومنها - أي من الأوردة والشرايين - ما هو سطحي جدًّا، وهو الذي يجعلنا نحسّ بنبضه وحركته حينما نكونُ قلقين.

هذا هو الذي يحدث لك - أيتها الفاضلة الكريمة - أنا أقول لك: لا تقلقي، لا تتوتري، تمارين الاسترخاء أيضًا سوف تساعدك كثيرًا جدًّا، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن تطلعي على تفاصيلها وتستوعبيها بإتقان، وتطبّقيها بجودة عالية، سوف تجدين فيها خيرًا كثيرًا إن شاء الله تعالى.

الحمد لله فحوصاتك ممتازة جدًّا، فيتامين (د)، نعم أعتبر مستواه جيدًا، ومن ناحية الأدوية النفسية: قد تحتاجين لدواء بسيط جدًّا مُزيل للقلق وللتوتر، هنالك عقار يُسمَّى (ديناكسيت)، لو تحصّلت عليه تناوليه بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله، أو يمكنك أن تتناولي عقار (استالوبرام) والذي يُسمَّى تجاريًا (سبرالكس) لفترة قصيرة، تبدئي بنصف حبة (خمسة مليجرام) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تناولي عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين. هذا إن شاء الله تعالى يساعدك كثيرًا، بجانب الحرص على تطبيق الإرشادات التي ذكرتها لك.

أمَّا خوفك بأن تُصابي بمرض القلب: فهذا ناتج من قلق المخاوف الذي تعانين منه، وبما أن أختك - عليها رحمة الله تعالى - توفيت بالجلطة، والجلطات مرتبطة بالقلب؛ فهذا جعل عندك نوع من التماهي في الأعراض التي تشتكين منها الآن، وهذه ظاهرة معروفة جدًّا، وإن شاء الله تعالى قلبك سليم وجسدك سليم ونفسك سليمة وعقيدتك سليمة، وهذا كله إن شاء الله يكون في رصيدك وفي منفعتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً