الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار سلبية وسرعة تأثر سلبي بتصرفات الآخرين، أفيدوني بنصحكم.

السؤال

السلام عليكم.

أريد دواءً يساعدني في أخذ الأمور ببساطة، وعدم التأثر الشديد بأفعال الآخرين، حيث أنني أتوقع أن يتصرف الناس القريبين مني مثل زوجتي مثلا بطريقة معينة، وعندما لا يحدث ذلك أصاب بالحزن، وبالغضب أحيانا.

عندما يحدث موقف يضايقني أتذكره وأستدعيه، ويلح علي وأتأثر به حتى بعد انتهائه، وهذا يتعبني خاصة أن عملي يحتاج إلى تركيز.

منذ ٧ سنوات كنت أتناول البروزاك ٤٠ ملم، والدوجماتيل ١٠٠ ملم، وتوقفت عنه منذ ٣ سنوات.

لا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
لا بد لنا أن نتأثر بما يدور حولنا، لا بد أن نتفاعل مع الأحداث الحياتية وهذا جزء من الوجدان والعاطفة الإنسانية، لكن أتفق معك أن هذا التأثير يجب أن لا يكون مفرطاً وشديداً وخارجاً عن النطاق وتنتج منه سلبيات، أنا أعتقد أن العلاج الأساسي لمثل حالتك هذه هي التفريغ عن النفس من خلال التعبير عن الذات وتجنب الاحتقان المزاجي، والفكري وكل هذا، بمعنى أن لا تترك الأفكار السلبية أو أي شيء لا يرضيك دون أن يكون لديك نوع من التفريغ النفسي أن تعبر عن ذاتك، أن لا تكتم.

والإنسان حين يعبر عن ذاته في حدود الانضباط والذوق العام يحدث نوع من الانفراج النفسي، نوع من الارتياح النفسي، وهذا يبعد الإنسان عن الإثارة وعن تشتت التركيز، فالتعبير عن الذات أول بأول أو ما نسميه بالتفريغ النفسي هو أمر مطلوب، ولا بد أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة من خلال النوم الليلي، النوم الليلي الجيد والعميق مع الاستيقاظ المبكر، أن نبدأ يومنا دائماً قطعاً بصلاة الفجر، هذا أيضاً يساعد كثيراً على تحسين التركيز، ويبعد الإنسان من التقلبات المزاجية التي تؤدي إلى التأثر الشديد لمواقف لا تستحق، وإيجابية الفكر تبعد عن الإنسان الكرب والضجر والحزن.

في الغضب الإنسان يتذكر دائماً ما ورد في السنة المطهرة أن أمر الغضب أمر مذموم ومرفوض، الإنسان لا يغضب إلا إذا انتهكت الحرمات أو شيئا من هذا القبيل، الغضب يأتي إلى النفس قطعاً في بعض المواقف، وهذا أيضاً أمر طبيعي جداً، لكن كيف نديره هذا هو المطلوب؟ أن نعبر عن ذواتنا، أن نكون منضبطين، أن لا نقبل للآخرين ما لا نقبله لأنفسنا، بمعنى أن لا أنفعل في وجه أحد للدرجة التي يكون لها انعكاس سلبي عليه، وأنا أعرف أن مثل هذا الموقف مرفوض تماماً بالنسبة لي.

الرياضة أيضاً فيها متنفس نفسي كبير، الرياضة تمتص طاقات الغضب والانفعالات السلبية فاحرص عليها، التواصل الاجتماعي أيضاً ضروري، التطوير المهني أيضا، والإنسان الذي يطور نفسه ويسعى دائماً للرقي بها أفضل بكثير من الإنسان الذي يكون لديه مقدرات عادية جداً في بداية الأمر لكن لا يطورها، أريدك أيضاً أن تطلع على علم الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي، هذا أحد العلوم السلوكية الراقية جداً من خلال الذكاء الوجداني نتعلم كيف نقيم أنفسنا إيجابياً، وكيف نتعامل مع أنفسنا إيجابياً، وكذلك فهم الآخرين والتعامل معهم بصورة إيجابية، بمعنى آخر الذكاء العاطفي هو الوسيلة التي نتعلم من خلالها إدارة عواطفنا بصورة ذكية جداً، إن أغضب كيف أكون ذكياً، وأن لا أجعل لهذا الغضب تبعات سلبية، حين أفرح وهكذا، الدواء لحالتك بسيط مثل الموتيفال بمعدل حبة إلى حبتين في اليوم عند اللزوم سيكون كافيا بالنسبة لك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً