الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب خطيبي لكنني مترددة بالاستمرار معه بسبب ظروف عمله، أشيروا علي.

السؤال

السلام عليكم.

منذ بضعة أشهر تعرفت على شاب طيب وخلوق، تقدم لخطبتي فوافق أهلي ورحبوا به، وبعد الخطبة بدأت أحس بالحيرة من قرار الزواج منه نظرا لأنه يعمل بموجب عقد في مشغل وقد يلغيه في أي وقت.

صليت الاستخارة مرات عديدة، لكن علاقتنا لم يطرأ عليها أي تغيير سلبي، وبدأت التجهيزات لزفافنا بعد بضعة أشهر، ولا زلت حائرة.

هل حيرتي في محلها، هل أفسخ الخطوبة بسبب عمله، هل تفكيري منطقيا أم أنه وسواس من الشيطان يجعلني أفكر بهذه الطريقة السلبية؟

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يُقدّر لكما الخير، وأن يجمع بينكم بالحلال، وأن يوسّع عليكم في المال والعيال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

هذه الأفكار والوساوس لا قيمة لها، والرزاق هو الله، وهو القائل: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله}، ولقد أيقن السلف بموعود الله فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، وقال الصديق -رضي الله عنه-: (اعملوا بطاعة الله فيما أمركم من النكاح يُنجز لكم ما وعدكم من الغنى).

وزوجك -ولله الحمد- يعمل وله وظيفة، وما عليه إلَّا السعي، وإذا سد باب فإن الرزاق يفتح أبواب، ودخولك إلى داره إضافة إلى رزقه، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وإذا رزقكم الوهاب بأطفال فكل طفل يأتي وقد كتب الله رزقه، فهو القائل: {وما من دآبة في الأرض إلَّا على الله رزقها}، فالكريم الوهاب تكفّل بأرزاق سائر الكائنات.

وإذا ترددت عندك الأفكار المذكورة فتعوذي بالله من شيطان همّه أن يحزن أهل الإيمان، والأمر كما قال الله: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}، أمَّا الربّ الكريم الغني الوهاب فهو سبحانه يَعِدُنا بالمغفرة والفضل.

فأشغلي نفسك بطاعة الله، وجهزي نفسك للمناسبة السعيدة، وثقي بما عند الله، واستعيني بالله وتوكلي عليه، ولا تظهري ما في نفسك لزوجك، وأكثري من الدعاء لنفسك وله، وتذكّري أن المهم في الرجل هو الجدية والحرص والعزم، وهي أشياء متوفرة في زوجك، ويكفي أنه جاء لداركم من الباب، وأرادك بالحلال، وقد أسعدنا مدحك لأخلاقه، ونسأل الله أن يسعدكم ويوفقكم، ونسعد باستمرار تواصلكم مع موقعكم.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً