الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخوف الذي أثر كثيرا على حياتي؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 30 سنة، كيف أتخلص من الخوف الذي أثر كثيرا على حياتي؟

أسمع عن الشباب أنهم يتزوجون وأنا لم أفعل شيئا في حياتي، لم أنجح كباقي الشباب، تصيبني هذه الحالة مع تشنج في البطن وتعرق، وعند التفكير في شيء ما تحصل معي نفس المشكلة.

أتمشى في المنزل كالمجنون وأنا أفكر، سينفجر عقلي، وأيضا أخاف إذا طرق الباب أحد وأنا في المنزل لوحدي، فما تشخيصكم لحالتي؟ وما الدواء المناسب؟

رجاء ليس لديّ من يحدد مشكلتي غيركم.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

ليس لديك حالة مرضية ليتم تشخيصها، إنما هي مجرد ظاهرة أصابتك وهي تتعلق بضعف الكفاءة النفسية لديك، بمعنى أنك لا تقدر مقدراتك بالصورة الصحيحة، وأدخلت نفسك في دائرة الخوف والتردد والتفكير السلبي، ولم تنم نفسك وشخصيتك بالصورة المطلوبة، إن شاء الله لم يضع عنك شيئاً كثيراً.

ابدأ بخطوات ثابتة، أولاً: يجب أن تدرك نفسك إدراكاً دقيقاً أي تقيمها بالصورة الصحيحة، وتعرف كل إيجابياتك وكذلك سلبياتك، ولا بد أن نبدأ بالإيجابيات، لأن الإنسان حين يستحوذ عليه فكر سلبي ينسى كل شيء جميل أو شيء إيجابي في حياته، لا أريدك أن تقع في هذا الخطأ، قيم نفسك، اعرف إيجابياتك، تأكد منها، واعرف سلبياتك، وبعد ذلك اسع لتغيير السلبيات من خلال تحقيرها وتجاهلها وإبدالها بفكر أو شعور أو فعل مخالف لها.

أما بالنسبة للإيجابيات فاسع دائماً لزيادتها وتطويرها، وهذا ليس بالصعب، الإنسان يستطيع أن يغير نفسه، الله تعالى أعطانا وحبانا وزودنا بالمعارف وبالعلم وبأشياء عظيمة، هذه طاقات كلها موجودة في دواخلنا، هنالك من يستغل استغلال صحيحاً، وهنالك من يتجاهلها ويكون اعتمادياً على الآخرين، ولا يستفيد من طاقاته، ابدأ باستغلال طاقاتك، الله حباك بطاقة الشباب، بطاقة التفكير، بطاقة القدرة على الإنجاز هذه كلها موجودة، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

أشياء بسيطة جداً لو قمت بها سوف تجد نفسك بخير، وقد تحسنت، أولاً: الوظيفة، العمل، العمل ضروري جداً، ومن في عمرك يجب أن يكون في ساحة العمل، والعمل يرفع من همة الرجل ويرفع من قدره، ويعطيك الشعور بالإمتياز الذاتي، شعورك بالتنمية، بالتطور، بالفائدة بأنك مفيد لنفسك ولغيرك، فإن كنت في عمل ارجو أن تسعى لتطوير نفسك في عملك وتحب عملك، وتطور نفسك، وإن لم يكن لك عمل لا بد أن تبحث عن عمل، فالعمل قيمة عظيمة لنتجنب المخاوف، لنتجنب الشعور بالنقص، لنتجنب الشعور بالدونية.

الأمر الآخر هو أن لا تتخلف عن واجباتك الاجتماعية، الرجل الذي لا يقدم على واجباته الاجتماعية ناقص في كل شيء، والواجبات الاجتماعية معروفة أن تشارك الناس أفراحهم أطراحهم، أن تكون دائماً في المقدمة، التزاماتك حول والديك وبرهما وأسرتك وأصدقائك، إذاً تواصل اجتماعياً.

وحاول دائماً أن تكون مع الصحبة الطيبة، الحرص على الصلاة في وقتها وكل ما أمرنا به ديننا الحنيف، احرص على هذا، العلاج الدوائي ربما يساعدك لكن حالتك ليست مرضية، عموماً لا بأس أن أصف لك جرعة بسيطة من عقار يسمى استالبرام واسمه التجاري سيبرالكس، ابدأ فيه بجرعة 5 مليجرامات يومياً لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها 10 مليجرامات يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 5 مليجرامات يومياً لمدة أسبوعين ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً