الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تشخيص حالتي بالضبط، وهل سأشفى مما أنا فيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

دكتور/ محمد عبد العليم، أنا مريض بالاكتئاب منذ 7 سنوات، أتابع حالتي مع طبيب نفسي بالمغرب، أتناول divarius 2habate madatouh lbaroxitine، وفي الفطور و 2 حبة كتيافي quetiapine ، و 1 حبة ranozyp olanzapine بالليل.

لم أتحسن جيدا، وما زلت مريضا، وتوقفت عن العمل 18 شهرا، ليست لدي رغبة جنسية، ومزاجي مكتئب، وكنت أعتقد أني مجنون، والناس ينظرون إلي كذلك.

الدواء أعلاه آخر دواء استعملته الآن، فما هو مرضي بالضبط؟ وهل هو ذهان مزمن أم اكتئاب ذهاني؟ وهل أعاني من اضطراب وجداني؟ وما نوعه؟ وهل سأشفى من الاكتئاب؟ جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: مهما طالت مدة العلاج النفسي فالإنسان يجب أن يكون دائمًا في جانب التفاؤل، ويعيش على الأمل والرجاء، ويكون إيجابيًا في أفكاره ومشاعره وأفعاله.

أنت ذكرتَ أنك تعاني من اكتئاب نفسي، والأدوية التي ذكرتها حقيقة هي مكتوبة بمسميات تجارية محلِّية، لكن استطعتُ أن أعرف منها عقار (أولانزبين) وعقار (كواتبين)، هي أدوية معروفة جدًّا، وبجرعات صغيرة تُستعمل لعلاج الاكتئاب، وبجرعات أكبر تستعمل لعلاج الذُّهان.

بالنسبة للتشخيص – أخي – طبعًا من الصعوبة جدًّا أن أعطيك تشخيصًا نهائيًا لحالتك، لكن أنا أعتقد أن المسمَّيات التشخيصية كثيرًا ما تكون غير دقيقة، وكثيرًا ما تُدخل الناس في توهُّمات، أنت رجلٌ مستبصر ورجلٌ مُدرك، ذكرت أنه لديك شيئًا من الظِّنان، وأنك تعتقد أن الناس ينظرون إليك. هذه قد تكون علامة ذُهانية بسيطة، ولذا أعطاك الطبيب الأولانزبين وكذلك الكواتبين.

لكن – يا أخي – هذه الحالات تُعالج، تُعالج بصورة فاعلة جدًّا، نحن الآن الحمد لله تُوجد أدوية متطورة، الناس يمكن أن تُؤهِّل نفسها من خلال الحرص على العمل، وأنت الحمد لله تعالى لديك وظيفة، فيا أخي الكريم: اسعَ لأن تطوّر مهاراتك في عملك، لأن هذا بابٌ من أبواب العلاج والشفاء إن شاء الله تعالى.

عليك بالتواصل الاجتماعي، بل عليك الحرص أن تقوم بالواجبات الاجتماعية، لا تتخلَّف – أخي – إذا دُعيت إلى دعوة، لبّي الدعوات، اذهب إلى الأعراس، قدِّم واجبات العزاء، امشي في الجنائز، قم بزيارة المرضى، اجلس مع أصدقائك وأسرتك من وقتٍ لآخر، في مطعم أو مقهى مثلاً، احرص على الصلاة مع الجماعة، فهذا كله علاج، وعلاج مهمٌّ جدًّا، وأعتقد هذا هو الذي سوف يُحسِّن من مزاجك.

نصيحتي الأخرى لك هي: ألَّا تيأس أبدًا، ويجب أن يكون لديك العزم والشكيمة والإصرار على التغيير الإيجابي، والمتابعة مع الطبيب مهمّة ومهمّة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً