الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الشعور الدائم بتأنيب الضمير القاتل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

أنا فتاة، مشكلتي أني أشعر دائما بتأنيب الضمير من أبسط الأمور، خاصة إذا طلبت من شخص أن يشتري لي شيئا ما مثلا كأمي أو أبي أو أختي، فأنا بعد أن أطلب منهم شيئا ما أشعر بتأنيب الضمير، وأني كلفتهم فوق طاقتهم، مع أن الأشياء التي أطلبها بسيطة جدا، وليست غالية.

بدأ معي هذا الأمر عندما كنت صغيرة، وطلبت من والدي أن يشتري لي لعبة رخيصة جدا، عندها أنّبتني أمي كثيرا لأن ظروفنا المادية وقتها كانت صعبة، ومنذ تلك اللحظة أصبحت عندما أفكر أن أشتري شيئا أطلب من أبي أو أمي أرخص نوع، وأشعر بعدها بتأنيب ضمير عجيب يكاد يقتلني، فكيف أتخلص من هذا الشعور؟ بوركتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - بنتنا وأختنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل مع موقعك والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويُصلح البال، ويملأ يديك بالخير والمال، وأن يُحقق لنا ولك في طاعته ورضاه الآمال.

أرجو أن تعلمي أن والديك وأخواتك يفرحون عندما يقدمون لك الخدمات، فتعوذي بالله من شيطان همّه أن يُدخل الحزن على أهل الإيمان، واعلمي أن الذي حصل من والدتك في الصغر كان بهدف التربية لك، فلا يوجد والد ولا والدة إلا وهم يسعدون بتحقيق طلبات أطفالهم، لكن الحرمان المرشد والرفض في بعض الأحيان يفيد للطفل في حياته، فلولا الحرمان ما عرفنا مقدار النعم، ولما شكرنا المنعم الوهاب.

ولا يخفى على أمثالك أن الحياة أخذ وعطاء، فاطلبي من أهلك ما تشتهين، وقدمي لهم مما عندك، واعلمي أن الهدية رسول للمحبة، وهي تَسُلَّ السخيمة والبغضاء والحسد من الصدور، وثقي أن هذا الشعور وذلك التأنيب في غير مكانه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثر اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً