الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تسبب أدوية القلق الإدمان؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكركم على جهودكم الطيبة، وأول مشاركة لي في موقعكم الجميل.

أنا شخص سليم، منذ يومين لم أستطع النوم، ثم عدت لطبيعتي لمدة أسبوع، بعد ذلك عادت نفس المشكلة، وذهبت للطبيب، وصرف لي دواء ميرزاجن حبة قبل النوم لمدة 6 أشهر، وأنا قلق جداً من أدوية التوتر والقلق؛ لأني لا أريد أن أدخل في دوامة أدوية الاكتئاب، أخاف أن لا أخرج من هذه العقاقير المزعجة، فهل هذا الدواء له أعراض انسحاب؟ وهل هذا الدواء له آثار جانبية أخرى، وهل هذا الدواء سيسبب لي أمراضا أخرى مثل: الاكتئاب والقلق والتوتر أو الإدمان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العيسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك يا أخي في أول مشاركاتك في إسلام ويب، وأنا أشكرك كثيراً على ثقتك في هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً.

لا أعتقد أنك تعاني من حالة مرضية، اضطراب النوم المتقطع يحدث للإنسان من وقت لآخر، ربما يكون لديك شيء من التفكير الزائد حول موضوع قد يستحق أو قد لا يستحق، والتوترات الداخلية قد تؤدي إلى مثل هذه الاضطرابات في النوم، وهي أمور نعتبرها عارضة.

أخي الكريم كما تفضلت أنت شخص سليم جداً، وأنا أود أن أؤكد على ذلك وكل الذي تحتاجه هو أن ترتقي بصحتك النفسية، وذلك يتطلب منك أن تكثر من التواصل الاجتماعي، أن تمارس الرياضة، أن تحسن إدارة الوقت، أن تقرأ، أن تطلع أن تحرص في الصلاة مع الجماعة وبقية العبادات، وأن يكون لك خطط لإدارة الحاضر والمستقبل مع ضرورة العيش بقوة وبأمل ورجاء، وهذا هو المطلوب.

الرياضة مهمة جداً للتخلص من الشحنات النفسية السلبية، وتقوي النفوس كما تقوي الأجسام، التواصل الاجتماعي يا أخي وجد أن الإنسان الذي يقوم بواجباته الاجتماعية ويبني نسيجا اجتماعياً فعالاً يكون دائماً في قمة الصحة النفسية، فاحرص على هذا.

صحتك النومية أيضاً يمكن أن تحسنها من خلال آليات بسيطة جداً:
أولاً: لا تنام في أثناء النهار، وحاول أن تثبت وقتا للنوم ليلاً، بمعنى أن لا يكون هنالك تباين وتأرجح في وقت الذهاب إلى الفراش، الإنسان لديه ساعة بيولوجية إذا رتبها سوف يترتب نومه.

والأمر الآخر: يجب أن تبتعد تماماً عن محتويات الكافيين بعد الساعة السادسة مساء، وهي قطعاً موجودة في الشاي، والقهوة، والبيبسي، والكولا، والشيكولاتة، وبعض الأجبان، هذا مهم يا أخي؛ لأن محتويات الكافيين تزيد من اليقظة عند كثير من الناس.

الرياضة تحسن بشكل واضح الحالة المزاجية عند الإنسان، وتؤدي إلى استرخاء شديد، ويمكن أن تدعم صحتك النومية أيضاً من خلال تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي، تمارين قبض العضلات وشدها ثم إرخاؤها، مع التأمل الإيجابي هذه مفيدة جداً، وتوجد عدة برامج على الإنترنت واليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين الاسترخائية، وفي إسلام ويب عدة استشارة رقمها 2136015، يمكنك الرجوع إليها، والاستفادة منها، للتدرب على هذه التمارين.

بالنسبة للعلاج الدوائي:
أتفق معك الأدوية إذا كان لا داع لها لماذا يستعملها الإنسان، أما إذا كانت مطلوبة وضرورية فيجب أن يستعملها الإنسان برشد وحسب التعليمات الطبية، ومسؤولية الطبيب أن لا يصف للناس الأدوية التي تؤدي إلى الإدمان، أو التعود أو شيء من هذا القبيل، عقار ميرزاجن هو الميرتازبين هو دواء ممتاز جداً، وحقيقة يعالج الاكتئاب النفسي والتوتر خاصة لدى كبار السن، وفي ذات الوقت يحسن النوم بصورة فعالة جداً، أنا أرى يا أخي أن تستعمل هذا الدواء، لكن بجرعة صغيرة جداً، ربع حبة فقط، 7.5 مليجرام ليلاً لمدة أسبوع ثم تجعلها نصف حبة أي 15 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها ربع حبة مرة أخرى أي 7.5 مليجرام يومياً لمدة أسبوع، ثم ربع حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوع ثم تتوقف عن تناول الدواء، أعتقد أن هذا سوف يكون كافياً جداً، ولا تحتاج لأكثر من ذلك وطبق ما ذكرته لك من إرشاد..

وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً