الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض الاكتئاب تلازمني مع مخاوف الموت والوساوس، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أشاهد فيديو عن الحرب العالمية الثالثة، وأصبت بالخوف من حدوث الحرب، وأنني سأموت، أقصد خوفي من الموت، بعدها بفترة دخلت باكتئاب الانتكاسه، وانتهيت من حالة الاكتئاب، ولكنني لا أستطيع العودة كالسابق قبل 3 سنوات.

شيء ما يجعلني أعيش بدائرة الاكتئاب، ولكنه أخف من الاكتئاب الشديد.

في إحدى المرات حدثت مشكلة بيني وبين شخص، فصرت أوسوس وأخاف من أن يأتي الشخص وإخوته لضربي، وذلك بسبب الوسواس، واستمر الوسواس لمدة يوم أو يومين وذهب، أو عدة ساعات.

نويت تعلم البرمجة، ولدي أفكار معارضة لدولتي، فتولدت عندي أفكار أن الدولة هكرت موبايلي، وأخاف أن يعلموا بماذا أفكر، ولو امتلكت المال سأقاتل الدولة، وهذا الوسواس استمر عدة أيام وزال.

أكثر وسواس يضايقني هو بشأن النظافة والوضوء، فما تشخيصكم للحالة؟ هل لدي فصام أم مجرد اكتئاب؟ علما أنني أعاني من الاكتئاب منذ ثلاث سنوات.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك ولنا جميعًا العفو والعافية.

هذا الفلم الذي شاهدته فلمٌ افتراضي، وكلُّ أفكارك الوسواسية التي بُنيت عليه - وكذلك المخاوف من الموت - كلّها أفكار افتراضية، قلقيَّة توقُّعيَّة، وعلاجها هو عن طريق التجاهل، التجاهل التام، وعدم الاكتراث لها، والانتهاء عنها، والابتعاد عن الفكر التشاؤمي، والتوكل على الله، وأن تشغل نفسك بما هو أفضل وأفيد لك، هذه أمورٌ لا فائدة منها ولا فيها، مشاهدة مثل هذه الأفلام التجاريّة لا خير فيها أبدًا.

ليس لديك أعراض اكتئاب حقيقيّة، لكن الوسوسة موجودة لديك، ووساوسك هي - كما ذكرتُ لك - من النوع الافتراضي التوقُّعي القلقي المستقبلي، وهذا النوع من الوسواس مُزعج، لكن صاحبه يمكن أن يتخلص منه، أيضًا من خلال التجاهل والتحقير وعدم الخوض في محتوياته أو مناقشته أو تحليله، والانتهاء عنه.

ما ذكرته حول شكوكك أن تليفونك مراقبٌ وشيء من هذا القبيل: هذه شكوك ظِنانية وسواسية وليست فصامية، أيضًا يتم التعامل معها عن طريق التجاهل، ولابد أن تبحث عن وظيفة، أنت من المفترض أن تكون في الدراسة الجامعية، والعلم مهم وضروري، ويعدّ الإنسان إعدادًا جيدًا للمستقبل، فمن المفترض أن تفكّر في التعليم، وإن لم يكن ذلك كذلك فلابد أن تعمل، لا يمكن أن تكون بلا عمل وعلى هذه الشاكلة وأنت لديك طاقات كثيرة، والطاقات إن لم تُستغل في وقت الشباب كلّها تنحرف وتنجرف وتؤدي إلى وساوس وإلى قلق وإلى مشاكل في الهوية، ويتحسر الإنسان بعد ذلك على تلك الأوقات وتلك الأيام وتلك السنون التي ضاعت هدرًا وضاعت هباءً وسُدىً بلا فائدة، ويقول: {رب لولا أخرتني إلى أجل قريب}. فابحث وأشغل نفسك في دراسة، أو ابحث عن عمل واعمل واجتهد.

وأقول لك: تشخيصك هو أنه لديك قلق المخاوف الوسواسي، وأنا أفضّل أن تذهب إلى طبيب نفسي، للمزيد من المساندة النفسية، وكذلك لتبدأ أحد العلاجات الدوائية المفيدة، هنالك أدوية كثيرة جدًّا مفيدة، عقار (فافرين) ربما يكون هو الأفضل في حالتك، يُضاف إليه جرعة صغيرة جدًّا من عقار (رزبريادون)، وإن رأى الطبيب أن يختار أدوية أخرى فلا بأس في ذلك.

علاج الخوف من الموت سلوكيا: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2419484).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً