الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شخص صاحب دين وخلق ولم أتقبل شكله

السؤال

السلام عليكم

أنا مخطوبة لشخص محترم وهو ذو دين وخلق، ويحبني جداً ومتمسك بي لأقصى درجة، ووافقت عليه لهذه الصفات رغم عدم اقتناعي التام بشكله وهيئته.

مع مرور الوقت أرى أني سأظلم نفسي وأظلمه إذا أكملت لأني أشعر بالنفور من شكله رغم أنه قد يكون عند الكثيرين عادياً لكني لا أستطيع أن أتقبله ولا أتصور حياتي معه، وأنه سيكون زوجي لباقي العمر، وكذلك أستثقل حركاته وهزاره ولا أشعر بأي انجذاب نحوه.

أنا كأي فتاة أريد أن أعف نفسي ولكنه لا يملأ عيني، وأخاف أن لا أوفيه حقه وأقع في خطأ والعياذ بالله، وأقارنه دائماً بمن حولي، ولا أعلم هل صفاته الحسنة التي ذكرتها تكفي؟ ففي كل مرة أقنع نفسي به أرجع لنفس النقطة مرة أخرى وأنفر منه، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به ويحقق لك السعادة والآمال.

نرجو أن لا تفرطي في صاحب الدين المحترم والمتميز في أخلاقه، وهو مع ذلك يحبك لأقصى درجة، ومتمسك بك، وقد وافقت عليه في البداية، واعلمي أنك لن تجدي شخص بلا عيوب كما أنك لن تكوني خالية من النقص، فكلنا بشر والنقص يطاردنا، كما أن المعيار في الرجل هو الدين والأخلاق وإذا وجد الدين والخلق فكل نقص وخلل يمكن أن يقبل، وقد أحسن من قال: وكل كسر فإن الدين يجبره * وما لكسر قناه الدين جبران

لا يخفى عليك أن المطلوب في الرجال ليس جمال الأشكال، ولكن كمال الأخلاق والخصال، فلا تستعجلي الرفض واعطي نفسك فرصة وشاوري محارمك، واعلمي أن الإنسان لن يجد كل ما يريد، وليس كل ما يتمناه المرء يدركه، والإنصاف يقتضي أن تضع الإيجابيات إلى جوار النقائص أو السلبيات ثم نقارن ونزن الأمور، ونؤكد لك أن وجود صاحب دين وخلق ويأتي البيوت من أبوابها ويتمسك بالفتاة وجود هذه الأشياء ليس أمراً سهلاً في زماننا.

الواضح من قولك أنه عادي يدل على أن الأمر في دائرة المقبول، وما يتعلق بحركاته أو نحوها أمر نعتبره في دائرة الممكن بحول الله وقوته، وربما كان ما يحصل نوع من التعبير عن شدة فرحه وتعلقه، ولا مانع من أن تكون هناك حدود للتعرفات لكونكم في مرحلة الخطبة.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونذكرك بأن المسلمة تستشير وتستخير ثم تتوكل على ربها القدير، نسعد بتواصلك مع موقعك ونؤكد أن القرار لك ونحن ننصحك بإكمال المشوار مع الشاب المذكور وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً