الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقدان الشعور بالذات وأشعر أنني خرجت عن الواقع.. ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

بدأت مشكلتي منذ فترة طويلة، حيث تعرضت لرعبة أدخلتني في الخوف والرعب والتفكير الكثير، لكنني والحمد لله خرجت من هذه الحالة بانشغالي بأشياء أخرى.

لكن بعد ما يقارب الثلاث سنوات تركتني الفتاة التي أحببتها، وحصلت بعض المشاكل المنزلية، وقمنا بالانتقال إلى مكان آخر.

بدأت أحس بأنني لست أنا الشخص السابق، وفي كل صباح أحس أنني ولدت من جديد، أتكلم مع أهلي وأصدقائي، لكنني لا أحس بنفسي ولا ذاتي.

كنت أفكر كثيرا من أنا؟ ولم أنا هنا، وكيف أتكلم وكيف أرى؟

أصبحت هذه الأفكار أحاسيس، فأصبحت أشعر بأنني سأنسى من أنا، ولم أنا هنا؟ هل يا ترى سأصاب بالجنون من هذه الأفكار؟ إذ أحيانا عندما أسترسل في هذه الأفكار أحس بنوبة هلع، وأنني خرجت عن الواقع.

أرجو مساعدتي، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الأسئلة التي تشغلك وتطرحها على ذاتك وما يُصاحبها من تفكير فيه شيء من الاستغراب وشيء من الخيال: هذا كله يأتي تحت نطاق الوساوس القهرية الفكريّة، وتوجد وساوس على هذه الشاكلة، ونشاهدها في بعض الأحيان في مثل عمرك، وغالبًا تكون أمرًا عارضًا، وينتهي -إن شاء الله تعالى-.

فهذه الأفكار حاول ألَّا تتبعها، أن تتجاهلها، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، ركّز على دراستك في هذه المرحلة، وأحسن إدارة وقتك، مارس رياضة بصفة يومية، واحرص على صلواتك، والرفقة الطيبة الصالحة قطعًا سوف تكون مُعينة لك، وكذلك بر الوالدين.

التفكير في الحاضر والمستقبل أفضل كثيرًا من التفكير في الماضي، وأن تعدَّ نفسك إعدادًا علميًّا وإسلاميًّا صحيحًا هذا سوف يجعلك تصمد أمام كل مشاكل الأيام، ويجب أن تكون لك ثقة في نفسك وفي قدراتك، الله تعالى حباك بإمكاناتٍ كبيرة جدًّا للتفكير الصحيح وللمشاعر الصحيحة، وأن تكون أفعالك أيضًا أفعالاً طيبة وجيدة ومفيدة ومحترمة.

موضوعك هذا وما يأتيك من أفكار لا علاقة له بالجنون أبدًا، هذه مجرد وساوس، وطبِّق ما ذكرتُه لك، -وإن شاء الله تعالى- سوف تقلّ حِدَّتها، وسوف تشعر بنفسك بصورة إيجابية.

العلاج الدوائي أيضًا مفيد جدًّا في حالتك، فإن كان بالإمكان اذهب إلى طبيب نفسي، ويمكن أن يعطيك الطبيب دواءً مثل (بروزاك) أو (زولفت)، أيٍّ من الدوائين سوف يفيدك كثيرًا، وهي أدوية سليمة وجيدة، وأنت تحتاج لأحدهما وليس الدوائين مع بعضهما البعض، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، ومدة العلاج -إن شاء الله- أيضًا ليست طويلة، ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً