الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أجد وقتاً للصلاة بسبب الدراسة، فهل هذا عذر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر ١٩ سنة، وفي السنة الأولى في الجامعة، والتخصص الذي أدرسه صعب جداً، ويحتاج إلى مذاكرة دائمة صباحاً ومساءً، أخذت دورات تدريبية لكي أطور من ثقافتي العلمية، كما أني أحاول تعلم لغة إضافية، ولكن مشكلتي أنه لا يوجد وقت للصلاة، أشعر بأني مخطئ، ولكن هل سيسامحني الله على ذلك لأنني أدرس وليس لدي وقت للصلاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاطف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهديك ويوفقك، ويُصلح الأحوال، ويُقدّر لك الخير والنجاح والآمال.

أرجو أن تعلم يا بُني أن الصلاة هي مفتاح النجاح، وهي قبل ذلك أهم فرائض الدين بعد توحيد ربنا المجيد، وهي الفرائض التي لا تسقط حتى في أثناء الحرب، فقد شرع الله صلاة الخوف، ولا تسقط مع المرض، فالمسلم يُصلي قائمًا أو قاعدًا أو على جنب، بل يُصلي بالكيفية التي يستطيع، وباختصار: الصلاة لا تسقط ما دام في الإنسان نفس يصعد ويهبط.

لا يخفى عليك أن الصلاة لا تستغرق إلَّا جزءًا يسيرًا من الوقت، وهي أكبر عون لك على تجاوز الصعاب، بل هي سبب للرزق وحسن الفهم، فالتوفيق من الله الذي شرع الصلاة، وكان الصحابة إذا اشتدّ بهم الحال فزعوا إلى الصلاة، وهذا ما فهموه من قول الله: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.

نحن ننصحك بأن تتعوذ بالله من شيطان يريد أن يصرفك عن أكبر الواجبات، وليس هذا مستغرباً من عدوّنا الشيطان، بل هذه من وظائفه الكبرى، قال تعالى: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة}.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بالمحافظة على الصلاة، فلا خير في عمل أو شيء يشغل عن الصلاة في كل الأحوال والظروف، وأبشر بالخير والتوفيق والطمأنينة والنجاح، بل والفلاح.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً