الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي لا تستطيع الدخول في النوم، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

ابنتي -يا دكتور- تعاني من مشكلة عدم الدخول في النوم منذ سنتين، إذ تظل تتقلب في الفراش لساعات ثم تنهض ثم تعود ولا تستطيع النوم، وقد جربت فيما يعرف Sleep Hygiene وبلا فائدة، حيث امتنعت عن الشاي والقهوة والمنبهات، وتذهب للنوم في وقت محدد وتستيقظ في وقت محدد، لكن دون جدوى، علما بأن لديها اكتئابا وتتعالج حاليا بدواء بريستك حبة في اليوم.

قد جربت لمعالجة مشكلة الدخول في النوم العديد من الأدوية، مثل: الميلاتونين والفالدوكسان والريميرون لكن جميعا لم تنفعها في إدخالها في النوم، وتعديل دورة نومها العادية، مما ولد عندها إحباطا وتشعر بالتعب في الجامعة، وأراها عصبية بعض الأحيان، إلا أن دواء زولبيديم Zolpidem قد نفع معها بجرعة 10 مجم، وأنا جدا خائف من تعودها عليه، وأن تقضي بقية حياتها عليه، أرشدنا يا دكتور ماذا نفعل في هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن مشاكل النوم أو الأرق إمَّا أن تكون نتيجة مرض نفسي عضوي، أو تكون نتيجة مشاكل الحياة، وكثيرًا ما تكون نتيجة مشاكل حياة أو نتيجة لأعراض نفسية، وعلى أي حال: علاج مشكلة النوم والأرق تكمن في علاج السبب يجعل الشخص لا ينام، لأن النوم هي وظيفة طبيعية لأي شخص، وفي حالة ابنتك طالما أنها تعاني من اكتئاب فإذًا الحل هو في علاج الاكتئاب، بعلاج الاكتئاب علاجًا فعّالاً -إن شاء الله- تختفي مشكلة النوم، وكما تعلم فإن علاج الاكتئاب يكون بالأدوية، وقد يحتاج أيضًا إلى علاج نفسي، مع العلاج الدوائي، وهذا يكون أفضل.

أمَّا بخصوص حل مشكلة النوم إلى أن يتم علاج الاكتئاب فالـ (زولبيديم Zolpidem) هو فعلاً من الأدوية الحديثة التي تُساعد على النوم، وهو مهدئ، ومن حسن الحظ هو ليس من فصيلة البنزوديزبين، لأن البنزوديزبين مشكلتها أنها تُسبِّبُ الإدمان والتعود بسرعة، ولها أعراض انسحابية صعبة إذا أدمن عليها الشخص، أما الزولبيديم فلا يتم الإدمان عليه إلَّا بعد فترة طويلة، والأعراض الانسحابية أقل من البنزوديزبين، ولكن في نهاية المطاف فإنه أيضًا قد يُسبب الإدمان، ولكن بعد استعماله لفترة طويلة، فهو أخف من البنزوديزيبن، و-إن شاء الله- ابنتك لا تحتاجه لفترة طويلة، لأن في هذه الفترة يكون الاكتئاب قد تمَّ علاجه والأعراض خفَّت.

من الأشياء الأخرى التي تساعد الشخص على النوم - غير الـ (Sleep Hygiene) التي ذكرتها – الرياضة، بالذات الرياضة المنتظمة، تُساعد على النوم، وجلسات الاسترخاء المنتظمة، أيضًا تساعد على النوم، وتجنب وجبات دسمة قبل النوم، زائد الـ (Sleep Hygiene) الأخرى التي ذكرت أنك قمت بعملها -أخي الكريم-.

أؤكد لك مرة أخرى: -إن شاء الله- الزولبيديم بجرعة عشرة مليجرامات لا يُسبب إدمانًا إلَّا إذا استُعمل لفترة طويلة، وأعراضه الانسحابية في حالة التوقف منه أقلَّ حدة من أدوية فصيلة الـ بنزوديزيبين.

أكرر أيضًا: أهم شيء هو علاج الاكتئاب النفسي بالعلاج الدوائي، وقد تحتاج إلى علاج نفسي حتى يتم القضاء نهائيًا على مشكلة النوم عند ابنتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً