الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أترك أسرتي وأتجول من أجل أن أحصل على العلم الشرعي، فهل تركهم خطأ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبكم في الله

أنا -الحمد لله- ربي هداني لطريقه المستقيم، لم أتجاوز الـ 3 سنوات من الهداية الحمد لله، ولكني بعد ذلك الهموم التي قبل الهداية متراكمة في رأسي قبل الهداية:

1- كنت أحببت فتاة ولكنها دائما تأتي في رأسي لا أنساها.
2- أحيانا عندما أكون داخلا عبر النت أشاهد المشاهد الخليعة التي تغضب ربي.
3- أصبحت لا أعف نفسي؛ لأني تربيت في بيت لا يوجد من يناصحني.
4- وأنا وجودي هكذا أخاف على الدين الذي هداني الله له بسبب ما أصبحت متضايقا به، وأسرتي دائما لا تحب الآن أن تستمع لي، فقط تريد أن تستمع كثيرا إلى الأغاني والمسلسلات، وعندما أمسك ريموت التحكم من أجل أن أتابع برنامجا واحدا يفيدني لا يتركونه لي.

السؤال:
أريد أن أترك أسرتي وأتجول من أجل أن أحصل على العلم الشرعي وأعلمه غيري؛ لأني والله متضايق لدرجة كبيرة من ذاك الضيق، هل إذا تركتهم تحتسب علي خطيئة، علما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قال لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)، أريد تلك المحبة لا غيره.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا التائب الفاضل- في موقعك، ونسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك، وأن يحفظك، وأن يعينك ويتولاك، ونسأله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم الخير والآمال.

رغبة في الخير خير، وحرصك على ما يُرضي الله يدل على أنك تسير في الطريق الصحيح، وعلامة من علامات قبول الله تعالى لتوبتك، قال تعالى: {ومن تاب وعمل صالحًا} ماذا؟ {فإنه يتوب إلى الله متابًا}، وخوفك من التقصير الذي سلف صحيح، بشرط أن لا يأخذ أكبر من حجمه، لأن من يتذكّر ما حصل منه قبل التوبة عليه أن يُجدد التوبة وينطلق إلى الأمام، (خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)، وحتى لا نفوت الفرصة على عدونا الشيطان علينا التوجه إلى العزيز الغفار، لأن الشيطان حزين لتوبتك، وراغبٌ في انتكاستك، ويسعى كل السعي حتى يُرجعك إلى ما كنت عليه من غواية، وهمّه أن يدخل الحزن على أهل الإيمان، ورغبته في أن يوصّلك إلى الشر وإلى اليأس من رحمة الرحيم الرحمن، ولا ييأس من روح الله إلَّا القوم الخاسرون.

عليه فنحن ننصحك بما يلي:
1. اللجوء إلى الله وسؤاله التثبيت، (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي لطاعتك).
2. قطع علاقتك بالفتاة المذكورة والتخلص من كل شيء يُذكّرك بها حتى ييسر الله لك الحلال.
3. غض البصر عن المناظر الخليعة كما تغض البصر عن النساء.
4. سلوك طريق العفة، ووجودك في بيت لم يربي ليس عذرًا.
5. البحث عن أصدقاء صالحين ناجحين، مع البقاء مع الأسرة، والحرص على زيادة البر للوالدين، وتحسين العلاقة بالإخوة حتى يعرفوا أن الدين يُصلحُ الإنسان.
6. عدم مشاركتهم في حال متابعة ما فيه مخالفات.
7. البقاء معهم مع الاجتهاد في النصح لهم.
8. الاستمرار في التواصل مع موقعك.
9. البحث عن العلم الشرعي الصحيح، ولكن ليس على حساب بقية الطاعات والتي منها بر الآباء والأمهات.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.

نسأل الله لنا ولك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً