الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تقدم أخي لخطبة فتاة يتم الرفض.. ما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أتحدث لكم عن مشكلة أخي: كلما تقدم لخطبة فتاة يتم الرفض، لا نعرف لماذا؟! مع أن وظيفته جيدة، وراتبه جيد، ولكن الرفض دائما، وغيره يتزوج بسهولة مع أن مواصفاتهم ليست مثله.

سألت بعض العرافين وقالوا لي: إنه مربوط، ولن يتزوج نهائيا لو تقدم لألف امرأة، أرجوكم نطلب المساعدة، هل توجد رقية شرعية لفك السحر والنحس؟ علما أنه كان يتقدم لهن كما جرت العادة مع أهله وأخواته.

أريد التنويه بأنه لا يصلي، ومقصر في حقوق الله بالعبادة، ومهمل لأوقات الصلاة.

وشكراً لكم على إتاحة هذا المنبر لننفس عن كربنا ولإيجاد حل لنا، دمتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل، ونحيّي اهتمامك بموضوع شقيقك، ونسأل الله أن يهديه للصلاة والعبادة، وأن ييسر له الحلال، ويُصلح لنا وله الأحوال، وأن يُحقق له السعادة والآمال.

لا شك أن دعوة أخيك لإصلاح ما بينه وبين الله هو أول وأهم مفتاح خروجه ممَّا هو فيه، لأن في محافظته على الأذكار والصلوات تضيق لفرص الشياطين والسحرة، بل في المواظبة على الأذكار والصلوات والطاعات علاج للسحر وللعين؛ لأن الأذكار والتحصينات والطاعات نافعة في الذي نزل وفي ما لم ينزل.

لا يخفى على أمثالك أن في الناس من يردَّ الخاطب إذا كان لا يُصلي، بل هذا هو الأصل، والخطاب الشرعي توجّه للمرأة ولأوليائها فقال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، وإن وجد في الناس من يهتم بالمال والشكل والمكانة فهذا هو شأن من يغفل عن المعيار الشرعي الأول والأساس.

أمَّا بالنسبة لمسألة السحر أو غيره من العوائق كالعين فعلاجه بالرقية الشرعية، يقرأها الإنسان على نفسه، أو تقرأها عليه أم أو أب أو أخ أو أخت، ولا مانع من الذهاب لراقي شرعي متخصص ممَّن يُقيمون الرقية على قواعدها ووفق ضوابطها، وهي نافعة -بإذن الله-، وفيها الحل والعلاج، وهي بحاجة إلى استعداد عند المرقي، ولذلك تكرار دعوته للصلاة والصلاح، وعلينا جميعًا أن نعلم أن الكون ملك لله ولن يحدث في ملكه إلَّا ما أراده الله.

أرجو أن ننبه إلى حرمة الذهاب للكهنة والعرافين، فإنهم شياطين، وعلى صلة بالشياطين، وقد حذّرت الشريعة التعامل معهم، وشدّدت في ذلك، وما ينبغي أن يذهب إليهم الإنسان حتى ولو كان ذلك على سبيل التجربة كما يقول بعض الناس، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من أتى كاهنًا أو عرَّافًا أو ساحرًا لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة))، أمَّا إذا أتاه وصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بدوام تواصلكم مع موقعكم، ونتمنى تشجيعه على التواصل حتى نرسل له نصائح مباشرة، ونستمع لما في نفسه، ونسأل الله أن يهديه وييسر أمره.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا هاني

    جزاكم الله خيراً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً