الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أصدقائي بعد قرار تركهم؟

السؤال

السلام عليكم

كان لدي صديقين ذكر وأنثى، أما الذكر فأعرفه منذ سبع سنوات، والأنثى منذ عام لأغراض أكاديمية، ولم نلتقي قط، نتكلم للمشورة أو للحاجة.

بعد مدة من الزمن بسبب تعاملهم الذي لا يوصف بقصة طويلة قررت قطع العلاقة معهم، ولكن هناك نصائح أعرفها (خصوصا للأنثى في تعاملها مع الذكور الآخرين)، من الممكن أن تنفعهم، ولكنهم لن يتقبلوها، ولا أعرف أن أنصحهم، على الرغم من أنني أعرف مسبقا أنهم لن يستمعوا، وسيفهمونها خطأ، وستنقلب علي.

هل من الأحسن أن أبقي مسافة بيني وبينهم، وأقلل الكلام للتحية إذا لزم الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك -أخي العزيز- وأهلا وسهلا ومرحبا بك في الموقع، سائلين الله تعالى أن ينفع بك، وينفعك وييسر أمرك، ويشرح صدرك ويجعل لك من أمرك فرجا ومخرجا، آمين.

- لا شك أن ما يخالجك من فكرة النصح لصديقيك دليل على ما تتحلى به من حسن الإيمان والأخلاق، وحسن الصحبة وإرادة الخير، وقد صح في الحديث: (إن حسن العهد من الإيمان).

- لذا فإنني أنصحك بعدم التردد في النصح، بشرط أن تتحرى الوقت والأسلوب المناسبين بحكمة ومنطق، وذلك بالثناء عليهما، والشكر لصحبتهما، والاعتذار عن أخطائك وعن انشغالك، ويمكنك الاستعانة عند اللزوم بمن تأنس منه التأثير والقبول.

- أما خشيتك من عدم الاستجابة لنصيحتك، فهذا الأمر ليس إليك وإنما هو لله -عز وجل- (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر).

على العبد أن يسعى إلى الخير جهده، وليس عليه أن تتم المقاصد.

المهم أن تنوي بنصحك إبراء ذمتك وأداء واجب النصح والصداقة، ولعل النصح إن لم يستجب له اليوم أن يستجاب له في الغد ولو بعد حين أو شهور.

- لا أنصحك بالقطيعة لصديقك، وأما تلك الأخت فالواجب مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل معها، من غض البصر وعدم الخلوة واللين في الكلام والإعجاب، إلخ.

- أوصيك بحسن الصلة بالله تعالى في لزوم ذكره وطاعته ودعائه.

رزقك الله التوفيق والسداد والخير والصواب، والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً