الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القولون العصبي، فكيف أتعالج منه؟

السؤال

السلام عليكم.

بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.

أعاني من القولون العصبي منذ 4 سنوات، ذهبت للطبيب في بداية التعب، ووصف لي دواء colovatil مع amraze، تحسنت كثيرا بعد شهرين من العلاج بكولوفاتيل، فقررت من تلقاء نفسي أن أستمر عليه لأطول مدة كي أشفى تماما من التعب، وبالفعل بعد 4 شهور ونصف من العلاج شعرت بأني ارتحت جدا، وأوقفته لشعوري بدوخة قوية يوميا تسببت لي بالاغماء لثوان، وبعد سنة شفيت من الدوخة.

ومنذ سنة مررت بفترة قلق بسبب فترة تجنيدي، أثرت بشكل كبير على القولون وعلى نفسيتي، أصبحت قلقا وكثير التفكير، وقد قرأت في بعض ردودكم على المرضى بالقولون بعلاج زيروكسات سي آر 12.5 وعلاج فلوناكسول نصف جرام، فهل هذه الأدوية سوف تفيد في علاجي من القلق والقولون العصبي؟
خاصة لأني أتناول كلوفاتيل منذ شهرين ولم أتحسن كثيرا، وما زال التعب والألم والانتفاخ والإمساك وعدم الراحة، والشعور بنبضات في أسفل القولون، وهذه الأعراض تتفاقم مع الأكل، وتسبب لي الاكتئاب، يخف كلما خفت الأعراض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة فإن القولون العصبي مرض مرتبط بعسر الهضم والسمنة ارتباطا وثيقا، حيث أن تناول كميات زائدة من الطعام يزيد من مشاكل القولون ويزيد من كمية الدهون في البطن ( الكرش ) عند الرجال، مما يؤدي إلى حالة من التوتر والقلق، وهذه بالتالي تؤثر في القولون أيضا، ويظل يدور الإنسان في حلقة مفرغة من التوتر والقلق وعسر الهضم والغازات والشعور بالامتلاء.

والأمر يحتاج إلى وقفة وبرنامج جيد لإنقاص الوزن، وهناك عدة طرق ووسائل إذا طبقتها مجتمعة سوف تحل مشكلة الوزن الزائد وتحل مشكلة القولون، مما سوف ينعكس على حالتك المزاجية والنفسية، ولا أعتقد أنك بحاجة إلى تناول أدوية لعلاج الاكتئاب قبل أن تبذل جهدا في ذلك.

ولكي ننجح في التخلص من الوزن الزائد يجب البعد عن السكر وكل ما يدخل في مكوناته من مشروبات باردة وساخنة وحلويات، مع الإقلال قدر المستطاع من المخبوزات والأرز والمكرونة والمقليات ( الزيوت )، وعلى سبيل المثال يمكنك عند الشعور بالجوع تناول الخضروات مثل القثاء والخيار والخس والسلطات الخضراء والخضروات المسلوقة، وشوربة الحبوب الكاملة مثل الشوفان والبرغل، والمشوي من الدجاج والأسماك، وتناول الفواكه قليلة السكر مثل التفاح والكمثرى، مع شرب المزيد من الماء، وممارسة قدر من الرياضة من خلال المشي وممارسة التمارين الرياضية في المنزل والمشي في الخارج.

وهناك طريقة الصيام المتقطع من خلال التوقف عن تناول الطعام لمدة 14 إلى 16 ساعة يوميا من الساعة الثامنة مساء إلى العاشرة أو الثانية عشر ظهرا، أي أنك سوف تنام وتؤخر وجبة الإفطار مع الاكتفاء بالماء والقهوة والشاي بدون سكر، ولا مانع من تناول خيار أو خس أو تفاح أخضر في تلك الفترة من الصيام، ومع هذا النوع من الصيام سوف ينقص الوزن حتما -إن شاء الله- لعدم وجود سكر في الطعام كمصدر للطاقة فيضطر الجسم إلى استخدام المخزون الدهني في الجسم فيقل الوزن.

ولعلاج القولون حتى دون استخدام الأدوية يمكنك تناول كبسولات بروبيوتيك probiotic، وهي عبارة عن بكتيريا نافعة ضرورية لعلاج القولون والانتفاخ والغازات، كذلك يمكنك تناول ملعقة من مطحون بذور الكتان flax seeds وملعقة من بذور الشيا chia seeds، بالإضافة إلى ملعقة من مسحوق الصمغ العربي وهذه المواد طبيعية وفعالة في علاج القولون وما يصاحبه من غازات وإنتفاخ وعسر هضم.

مع الحاجة إلى تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع وأوراق الريحان الطازجة، مع أهمية الإكثار من شرب الماء، ومن تناول الخضروات المطبوخة كالكوسة والملوخية والبامية والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات أو حتى شربه على الريق صباحا.

ونؤكد دائما على أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع تناول مقويات للدم كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً