الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعيد الثقة إلى نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر الله سبحانه أن أرشدني لهذا الموقع، ولهذا الصرح المبارك العظيم، فلكم مني جزيل الشكر والدعاء دائماً.

أنا شاب عمري ٢٧ سنة، غير متزوج، ولكني شاب ليس كبقية الشباب، والسبب: لدي نسبة يقظة شديدة في تفكيري بذاتي، أراقب تصرفاتي وأقوالي مع الناس بشكل شديد جداً جداً، ونظرتهم إليّ، تعبت من هذه الحالة الصعبة، فما العلاج الأمثل لهذه الحالة؟

- لدي عواطف انعكاسية سلبية تجاه نفسي؛ فمثلاً إذا تكلمت مع صديقي ولم يلق لي بالاً أشعر بوخز في صدري بأني إنسان لا أحد يهتم بي ولا يحبني، وإذا حضرت اجتماعا شعرت أني أقل الناس هيبة واحتراما، وأني ثقيل على قلوبهم، وأني لا أجيد الحديث معهم، ربما لتجربة حدثت لي في الصغر ظلت عالقة بذهني حتى اليوم، فما العلاج من هذه الحالة؟

- لدي عدم ثقة بالنفس بشكل رهيب، مثلاً ألفت كتاباً وتم إصداره، وهو يباع في المكاتب، أجد نفسي كلما رأيت أحدا أو قريباً لي أقتنى الكتاب أشعر بتفكير سلبي تجاه نفسي، وأني لا أستحق أن يقتني أحدا كتابي، وأني شخص فاشل، فكيف أعيد حياتي من جديد لأنعم بحياة طبيعية طيبة؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تفضلت لديك يقظة شديدة في مراقبة الذات، وتفكيرك وتحليلك للأمور هو ذو طابع وسواسي، وهذا بالفعل يتعب الإنسان فكرياً بشكل واضح جداً، ونسبة لهذه الكثافة الوسواسية في التفكير انعكس ذلك عليك سلباً، أصبحت لا تثق بذاتك، تقلل من قيمتها، تقارن ما بينك وبين الآخرين في أبسط الأمور، وإن تمت معالجة اليقظة الوسواسية فسوف تختفي الأمور الأخرى.

أول شيء تقوم به هو يجب أن تحقر هذا النوع من الفكر، هذا مهم جداً.
ثانياً: يجب أن تجتهد في ممارسة الرياضة بصورة مكثفة جداً، لأن الرياضة تجدد الطاقات وتمنع تراكم واحتقان الطاقات السلبية، وفي ذات الوقت تصرف الانتباه عن الانشغال الفكري السلبي بالذات، طبق أيضاً تمارين استرخائية مكثفة، لا تتناول الميقظات بكثرة كالشاي والقهوة، وأحسن إدارة وقتك، ضع لنفسك برامج محددة في أثناء اليوم تساعدك على إدارة الوقت بصورة جيدة، لا تحكم على نفسك بأفكارك إنما بأفعالك، ولذا احرص أن تطور مهاراتك، لأن الفعل الإيجابي يعود على الإنسان بعوائد إيجابية كبيرة فيما يتعلق بشعوره وكذلك فكره.

تناول أحد مضادات الوساوس كالفافرين مثلاً سيكون مفيداً جداً لك، لا تحتاج له بجرعة كبيرة 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم تجعلها 100 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم 50 مليجرام ليلاً لمدة شهرا، ثم 50 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، أعتقد أن ذلك سوف يكون مفيداً، لكن يا حبذا أيضاً لو تواصلت مع طبيب نفسي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً