الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف الذاكرة والنسيان والكتمان، وأحتاج علاجا.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أثابكم الله، لدي إذا تكرمتم بعض الاستفسارات.

عمري 28 سنة، نشأت في بيئة تخللتها الكثير من المشاكل رغم حب والديّ وإخوتي لي، وبحكم طبيعتي الكتومة كنت ألجأ للنوم كحل لحزني منذ الطفولة، ونادراً ما أبكي كوني أكره أن أشعر بالضعف، أعلم أنها عادة خاطئة، لكني لا زلت أمارسها ولا أحب أن أفضفض لأحد.

في سن المراهقة بدأت لدي أعراض الاكتئاب لدرجة فكرت في الانتحار، لكني تراجعت في آخر لحظة، لم أتعالج نفسيا لكني استطعت أن أتخطى الكثير بتطوير الذات.

تعرضت لكرب ما بعد الصدمة بعد وفاة والدي إثر سحر، وأشعر أني أصبت بنكسة وعاد الاكتئاب بشدة، والآن والدتي تعاني من سحر، وأحاول تجاهله، وأدعو الله أن يحفظها لي، وأي مشكلة تحدث منذ وفاة والدي أصرف فكري عنها.

لا أخرج إلا برفقة والدتي أو أحد أخوتي، ولو أردت الذهاب مع صديقاتي خارج المنزل أجد صعوبة لرفضهم، فتمضي أشهر أقضيها في المنزل لا أخرج إلا لضرورة، وذلك يشعرني بالوحدة.

الآن أعاني من ضعف التركيز وفقدان الذاكرة الانتقائي والنسيان الشديد والانفصال المؤقت عن العالم، وأفكر هل ما يحدث حولي حقيقي أم أنني أتخيل خاصة أني لا أرى أشياء وإن كانت أمامي، حدة الطباع وضعف الاستجابة العاطفية والتبلد لدرجة الشعور بأن قلبي مضخة، ورغبة مفاجئة بالبكاء والصراخ بشدة، وأيضا أصبحت الأعراض جسدية من قولون وصداع، وأعلم أن أعراضي بسبب إهمالي وجهلي، لكن هل من الممكن أن أتعالج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية، لقد قمت بالاطلاع وتدارس رسالتك وهي رسالة واضحة ومنسقة وقد عبرت عن أفكارك بكل وضوح، هنالك قطعاً تركيز كبير من جانبك على السلبيات في حياتك، ولم تتعرضي لشيء من الإيجابيات، وإن كنت أتصور أنه لديك إيجابيات كثيرة جداً في حياتك، المزاج الاكتئابي هيمن عليك منذ فترة، وبعد ذلك أتى ما يمكن أن نسميه بالطفرات الاكتئابية بعد وفاة الوالد -عليه رحمة الله- ومن ثم أتتك هذه المخاوف وهذا الانغلاق أو الحبس الاجتماعي الذي فرضته على نفسك.

خطوة العلاج الأولى هي أن تقيمي نفسك مرة أخرى، قيمي نفسك بصورة منصفة، وأكثر شفافية، وسوف تكتشفين أنه لديك إيجابيات كثيرة، والمبدأ السلوكي يقول أن الإنسان يجب أن ينمي إيجابياته ويقلص سلبياته، وذلك من خلال تحقيرها، واستبدالها بالآليات إيجابية جديدة، اجعلي هذا هو مبدئك في الحياة، ولا بد أن يكون هنالك تواصلا اجتماعيا؛ لأن التواصل الاجتماعي وبناء شبكة اجتماعية راشدة.

ومن الأسس السلوكية الممتازة والمهمة جداً من أجل التأهيل النفسي وأن يعيش الإنسان صحة نفسية إيجابية، أرى أن مراكز تحفيظ القرآن فيها خير كثير خاصة للإناث، وفي حالتك ربما تكون أحد المنافذ الاجتماعية المهمة والجيدة والمفيدة لك، تنظيم وقتك ضروري، لأن تنظيم الوقت يعني حسن إدارة الحياة، والاستفادة من الأوقات مهم وضروري، اجعلي لنفسك رؤية إيجابية نحو المستقبل هذا مهم جداً، أنت في سن صغيرة و-إن شاء الله- أمامك أشياء طيبة كثيرة، فلا تدخلي نفسك في مزاج التشاؤم حول الحاضر ولا المستقبل، الماضي قد انتهى وأحسب أن ماضيك -إن شاء الله- طيب.

الرياضة علاج ضروري وأساسي لتحسين الصحة النفسية، فيجب إعطاؤها وقتاً، التركيز سوف يتحسن من خلال ما ذكرته لك من إرشادات، مع الحرص على النوم الليلي المبكر، لأن هذا يؤدي إلى ترميم الخلايا الدماغية بصورة جيدة، كما أن قراءة القرآن الكريم وتدارسه بتدبر يحسن كثيراً من التركيز لدى الإنسان، لا أرى مانعا أبداً من أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، هذا سوف يكون فيه إضافة إيجابية -إن شاء الله تعالى- وتناول أحد محسنات المزاج البسيطة ومزيلات القلق والخوف، مثل السيرترالين والذي يعرف باسم زوالفت أراه سيكون عاملا علاجيا إيجابيا بجانب ما ذكرته لك من إرشاد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً