الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوفي وقلقي سوف يدمرني، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 20 عاما، مشكلتي هي أني لا يمكن أن أكون على طبيعتي أمام الآخرين، لا يمكنني النظر في أعين الناس، وإذا نظرت فإني أنظر في داخل أعينهم لمدة وأخفض نظري، وأحاول أن ألهي نفسي بأي شيء، وفي الشارع لا أستطيع المشي براحة، حتى أن أصدقائي يقولون لي بأن مشيتي سيئة، وأخاف من أعين الناس، وانتقاداتهم لي، وأحس أن الناس أفضل مني، وأحس بنقص في نفسي وشكلي، فأنا لست جميلا، ودائما أحاول ترتيب شعري على المرآة لأقتع نفسي أني جميل، ودائماً لا أقتنع بما ألبس، وأصبحت منعزلاً نوعاً ما، ولا أخرج كثيراً، وأفضل الجلوس في المنزل، وعندما ألتقي بأشخاص لأول مرة لا أعرف حتى الكلام، ولا أفضل الذهاب إلى الحفلات أو الأعراس أو المناسبات ودائماً أحس بأنني غير موجود، ولا أهمية لي، وأحس بنقص، وأخجل وأرتبك كثيراً عند الكلام مع الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنظرتك السلبية حول نفسك ناتجة من أفكار خاطئة، فأنت تحكم على نفسك بشكلك ولا تحكم على نفسك بأخلاقك وسلوكك، أنت تقيم نفسك بصورة سلبية جداً، ولديك أيضاً فكر وسواسي قلقي، حيث أنك لا يمكن أن تنظر إلى الناس في أعينهم، هذا النوع من التصرف والإحجام عن التفاعل الاجتماعي الإيجابي دليل على أنك تقدر نفسك تقديراً سلبياً، الله تعالى خلقك في أحسن تقويم وفي أحسن حال، فلا تحقر نفسك أبداً ويجب أن تحكم على نفسك من خلال أخلاقك وتصرفاتك الحميدة.

لا تحكم على نفسك أبداً بموضوع الشكل وأنت تضطر لترتيب شعرك لتقتنع لأنك جميل، هذا نوع من التصرف الهامشي المرفوض، الحياة ليست هكذا، الحياة فيها أمور أهم من ذلك بكثير، أنت الآن من المفترض أن تكون في الدراسة، فتحصيلك العلمي يجب أن يكون ذخيرة كبيرة لك تبني من خلالها مستقبلك، وإن لم تتح لك فرصة التعليم فعليك أن تدخل في سوق العمل، وأن تطور نفسك، وفي ذات الوقت يمكن أن تدرس دراسات ليلية أو منزلية، عليك بالصحبة الطيبة للناس، الشباب الصالحين تجدهم في كل مكان، تجدهم في المساجد، تجدهم في جميع قطاعات المجتمع فاجعل لنفسك رفقة طيبة وآمنة، بر والديك، بر الوالدين يعطيك ثقة كبيرة في نفسك، مارس رياضة خاصة رياضة الجماعية لأنها تؤدي إلى تفاعلات اجتماعية إيجابية جداً تجعل الإنسان يتفاعل اجتماعياً بصورة طيبة، كل الذي تحتاجه هو أن لا تنظر لنفسك بهذه الدونية أبداً، أنت أفضل مما تتصور ويجب أن تنتقل لوضع تحس فيه بأنك بالفعل إنسان جيد ومفيد لنفسك وللآخرين، هذا هو الذي أنصحك به وخلاصته أنه يجب أن تفكر حول نفسك إيجابياً ويجب أن تقوم بخطوات إيجابية من أجل تعزيز شعورك الإيجابي وفي ذات الوقت تتحول أفعالك من أفعال سلبية إلى أفعال إيجابية..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً