الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الاختلاط وتعتريني الأفكار، فما هو العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 24 عاما، أعاني من الرهاب والوسواس القهري، أخاف من الاختلاط بالناس منذ صغري، أخاف أن أتحدث مع أحد لكي لا أشعر بالإحراج، فعندما يتحدث معي أحد أشعر بزيادة في دقات قلبي، وأخاف كثيرا من المستقبل، وأراه أسود، رغم أنني ملتزم في الصلاة وفي كل واجبات الإسلام، ولا أستطيع مقابلة الناس، وأشكر في كل شخص، وتعتريني الأفكار عندما أفتح موضوعا مع أحد الأشخاص، وتزداد دقات قلبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبوبكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا أرى أن علتك الرئيسية هي الاكتئاب النفسي إنما المشكلة الرئيسية هي أنك تعاني من قلق المخاوف، الرهاب أو الخوف الاجتماعي يظهر أنه هو المهيمن من جملة المخاوف التي تعاني منها، وربما يكون لديك وساوس ثانوية وكذلك اكتئاب بسيط ثانوي نتيجة لقلق الرهاب والخوف، قطعاً أنت محتاج لعلاج دوائي ومحتاج لعلاجات سلوكية، العلاجات السلوكية تتمثل في تحليل كل المخاوف التي تعاني منها يتم تحليلها بعد تحديدها، ومن ثم يضع لك المعالج الخطة التي تتطلب التدرب على مواجهة كل مصدر خوف مع تحقيره وعدم الاكتراس له، وهذا التجاهل والتحقير وعدم الاكتراس يؤدي في نهاية الأمر إلى انخفاض كبير في مستوى القلق والخوف، ومن ثم ينتهي الرهاب -إن شاء الله تعالى-.

علاجك أيضاً يجب أن يشمل القيام بالواجبات الاجتماعية، الحمد لله تعالى في السودان الناس كثيرة التواصل مع بعضها البعض، والناس غالباً لا تتخلف من الواجب الاجتماعي، فأنت من خلال التزامك بالواجبات الاجتماعية يمكن أن تتخلص من هذه المخاوف، وأهم الواجبات الاجتماعية هي صلة الرحم، وعيادة المرضى وزيارتهم، والمشي في الجنائز، وتقديم واجبات العزاء، والمشاركة في الأفراح كالأعراس مثلاً وتلبية الدعوات، هذه -يا أخي- واجبات اجتماعية عظيمة وممتازة ومتوفرة وفيها خير كثير جداً للإنسان، فأنا أنصحك أن تلتزم بها التزاماً قاطعاً وأرى أن ذلك سيكون علاجا طبيعيا، علاجا جيدا، علاجا متوفرا ولك في هذا أيضاً أجر عظيم -إن شاء الله تعالى-.

ممارسة رياضة جماعية أيضاً سوف تفيدك، وأنت بعد أن تنجز كل هذه الإنجازات سوف يختفي الفكر السوداوي، والإنسان لا يتشاءم حول المستقبل أبداً، المسلم لا بد أن يكون متفائلاً، ولا بد أن تعيش على الأمل والرجاء، التزامك بالصلاة وكل الواجبات الإسلامية أمر جيد، ولكن هذا الالتزام يجب أن تنزله إلى أرض الواقع، بأن تصل الرحم، بأن تصل الناس، بأن تكون شخصاً مفيداً لنفسك وللآخرين، وأن تلتزم بصلاة الجماعة، أن تتفاكر مع إخوتك المصلين بعض الصلاة هذا كله تمازج اجتماعي إيجابي جداً.

فيا أخي الكريم هذا هو علاجك وهذا هو الذي أنصحك به، وحين تذهب إلى الطبيب النفسي قد يصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف ومن أفضلها عقار سيرترالين وهو في ذات الوقت مضاد للوسواس ومضاد للاكتئاب أيضاً، الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بـ نصف حبة أي 25 مليجراما تتناولها يومياً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 50 مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم تجعل الجرعة 100 مليجرام يومياً وهذه هي الجرعة العلاجية تستمر عليها لمدة أربعة أشهر ثم تجعلها 50 مليجراما، يومياً لمدة 4 أشهر أخرى، ثم 25 مليجراما يومياً لمدة أسبوعين، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء هو من الأدوية المفيدة والأدوية الممتازة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً