الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلا لمعاناتي مع الوسواس والعيش كباقي أقراني.

السؤال

السلام عليكم

لقد سبق لي أن تواصلت معكم وأرشدتموني -جزاكم الله خيرا-.
مشكلتي بدأت بنوبة هلع ونقلت إلى المستشفى، وبعد الفحص تبين أني سليم، عندها بدأت الوساوس تتهاطل علي، فقدت الثقة في جسدي، ذهبت إلى طبيب القلب وأكد لي أن قلبي سليم، وعملت مجموعة من فحوصات الدم، كلها سليمة، بعد أخذ ورد مع الأطباء توجهت إلى طبيب نفسي، وشخص حالتي بأنني أعاني من نوبات هلع وقلق حاد، ووسواس قهري، وبعد متابعة طبية معه دامت 9 أشهر أنا لا زلت أعاني من أعراض جسدية: (دوخة، وفقدان توازن، وأحيانا شد في القلب، الإحساس كأنه سيغمى علي، فشل وإرهاق، وغثيان خاصة عندما أكون ذاهبا للعمل، وغياب التركيز والإحساس كأنني سوف أفقد حياتي).

أما بالنسبة للأعراض النفسية: (وسواس عقائدي، خوف من الموت، فقدان طعم الحياة، قلق شديد حول صحتي، عدم الاقتناع ببنيتي الجسدية، كثرة الشكاوي للناس، فقدان الثقة في جسدي، الظن بوجود مس أو سحر أو ما شبه، الخوف من الإغماء والسقوط، تفسير أغراضي الجسدية على أنها دليل لمرض لم يتم اكتشافه في جسدي، مع العلم أنني منذ مراهقتي كنت قلقا على صحتي وعلى بنيتي الجسدية، وكنت أحس أنني لست بكامل قواي الجسدية، ولكن كان قلقا ضعيفا ليس كالفترة الحالية).

أنا أعاني مند سنة ونصف وأريد أن أعيش حياتي كباقي أقراني، أنا شاب، أصلي، وأمارس الرياضة بالرغم من أن جهدي ضعيف، ولا أتعاطى للإدمان، من فضلكم أرشدوني هل أغير الطبيب؟ ما تشخيصكم لحالتي؟ كيف أتخلص من هذه الأعراض التي تعوق حياتي وعملي؟

أنا أتناول دواء استالوبرام 20 ودواء سوليان 150 اعطوني الحل من فضلكم؛ فأنا في معاناة دائمة.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تُهيمنُ عليك الأعراض الجسدية، والتي – من وجهة نظري – وصلت إلى مرحلة ما يُسمَّى بـ (المراء المرضي)، والذي لا أريدُ أن أسمِّيه (توهمًا)، إنما هي أعراض نفسية تحوّلت إلى أعراض جسدية، وسيظلّ التجاهل هو المبدأ العلاجي الرئيسي، التجاهل له قيمة علاجية كبيرة جدًّا، لكن كثيرًا من الناس لا يعطيه قيمة، أن تتجاهل الأعراض، وألَا تترك مجالاً للفراغ الزمني أو الفراغ الذهني، وأن تكون الرياضة رياضة جماعية، الرياضة الفردية قد لا تفيد في حالات الأعراض النفسوجسدية الشديدة.

على هذه الشاكلة يمكن أن تُغيّر حياتك كثيرًا، وأيضًا انخراطك في عمل اجتماعي مهمٌّ جدًّا، لأن الشعور بالحيوية والجدوى الاجتماعية يُقلِّلُ كثيرًا من الأعراض النفسوجسدية. التطوّر المهني – أخي – مهمٌّ وضروريٌّ جدًّا، وفاعل في حياة الإنسان.

بالنسبة لموضوع الطبيب – أخي الكريم -: ليس من الضروري أن تُغيّره وتنتقل إلى طبيب آخر، ولكن يمكن أن تحاوره في أنك لم تستفد كثيرًا من الخطة العلاجية، وهذا سوف يلفت نظره ليبذل المزيد من الجهد العلاجي معك، والطبيب مهمّته مهمة إرشادية، المهمة العلاجية الأساسية تقع على عاتقك أنت، ولابد أن تتوقف تمامًا من التنقُّل ما بين الأطباء، خاصّة فيما يتعلَّقُ بالشكاوى والأعراض الجسدية.

العلاجات الدوائية التي تتناولها هي علاجات جيدة، ربما يكون الاستالوبرام يحتاج لتدعيم أو استبدال بدواء آخر مثل الـ (دولكستين)، والذي يُسمَّى (سيمبالتا)، دواء قد يكون مفيدًا جدًّا في مثل هذه الحالات، لكن هذا الأمر يُترك قطعًا للطبيب المعالِج بعد أن تناقشه في هذا الأمر.

السوليان دواء جيد، دواء رائع، ومن المفترض أن يفيدك كثيرًا في الأعراض النفسوجسدية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً