الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكار وسواسية وخوف من تناول الدواء، ساعدوني في التخلص من هذه الأفكار

السؤال

السلام عليكم.

أنا استشرتكم قبل مدة، وأنتم شخصتم حالتي على أنها قلق اكتئابي، ووصفتم لي الدواء، المهم الآن أنا لا أتناول الدواء لعدة أسباب، وأرجو الرد على تلك الأسئلة:-
١- الخوف من أخذ الدواء.
٢- هل من الممكن أن الدواء يزيد من حالتي ويؤدي بي للانتحار؟
٣- قرأت أن كثيرا من الناس لم تستفد من هذا الدواء.
٤- الخوف من زيارة طبيب العلاج المعرفي؛ لأنني قرأت أنه من الممكن أن تزيد عندي حالة الاكتئاب إذا ذهبت له.
٥- هل قراءتي للقصص التي في الإنترنت شيء غير صحي لحالتي؟
٦- إذا سمعت أي شيء أتوقع أنه سيحدث لي!

الأعراض التي أعاني منها الآن هي:
١-أفكار ملخبطة من الماضي ومن المستقبل وكيفية علاجها، وأحيانا أفكر في أغنية في رأسي أو كلمة قالها لي صديقي.
٢- عدم الشعور بالراحة، وكأنني أشعر بشيء ولكنني لا أعرف ما هو.
٣- الإسهال الصباحي.
٤- النوم عندي ممتاز -الحمد لله- وأكلي كذلك، مع أنني في البداية كنت لا أنام ولا آكل.

أريد أن أعرف هل يمكنني التغلب على القلق الذي عندي من غير استخدام الدواء؟ مع أنني أمارس الرياضة، وأتواصل اجتماعيا، وأنا استطعت -ولله الحمد- أن أسيطر على كثير من الأفكار التي كانت تأتيني، في البدايات كانت تأتيني أفكار عن الجنون، وبعدها الموت، وبعدها الخوف من الانتحار وسماع الكلمة، وبعدها الكورونا، وبعدها أنني سأبقى هكذا طوال حياتي، وبعدها الخوف من أنني أرسل على الواتس أب أي شيء لأصحابي خشية أنهم سيتكلمون عني إذا انتحرت (ههه)، أرجوك لا تضحك.

عرفت أن هذه الأفكار بسبب القلق، واعتبرت أن القلق خائف علي من حدوث هذه الأشياء لذلك هو يرسل لي كل هذه المشاهد، ولكني ما زلت أشعر أن هناك شيئا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم أنا أقدر تماماً ما ذكرته أنك لم تستعمل الدواء؛ وذلك نسبة لتخوفك منه، لأني أعرف أن الإخوة الذين يعانون من قلق الوساوس كثيراً ما يقلقهم مجرد التفكير في تناول الدواء، فأنا أجد لك العذر في هذا الأمر، ولكن في ذات الوقت أعرف أن الدواء مفيد، وأن الدواء سليم، وأن الدواء مكمل للرزمة العلاجية.

الدواء لا يؤدي إلى الانتحار، هذا الكلام ليس صحيحا أبداً، كل ما كُتب عن هذا الموضوع يحدث في حالات معينة ولمن هم دون عمر الـ 18، وبالنسبة لما قرأته أن الكثير من الناس لم يستفد من الدواء صحيح، كثيراً من الناس لا يستفيدون من الدواء لأنهم لا يستعملونه للمدة الصحيحة وليس بالجرعة الصحيحة، وليس للتشخيص الصحيح، ولا يستصحبون الدواء بأي آليات علاجية أخرى كالعلاج السلوكي أو العلاج الاجتماعي، أخي الكريم لا تكثر من الاطلاعات عن المواضيع النفسية من خلال الإنترنت، ولا بد أن تحدد وقتا معينا لتقضيه على الإنترنت؛ لأن الإدمان على الإنترنت أصبح مشكلة كبيرة جداً.

أخي ما ذكرته من أعراض أعتقد أن الجانب القلقي الوسواسي الاكتئابي البسيط فيه موجود، جميل أن نومك قد تحسن، وهذا أمر جيد جداً، ممارسة الرياضة قطعاً سوف تفيدك كثيراً، وكذلك التواصل الاجتماعي، وأهم شيء أن تكون إيجابيا في مشاعرك وأفكارك وأفعالك، وأن تجتهد في دراستك وأمور دينك.

ربما يكون من الأفضل أيضاً أن تقابل الطبيب النفسي لتستشيره في أمر الدواء، هذا قد يحسن قناعاتك بتناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً