الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أعراض عديدة ولم يستطع أحد تشخيص حالتي.

السؤال

السلام عليكم.

منذ عامين تعرضت لثلاثة مواقف:
الأول: قمت بحمل شيء ثقيل وأصيبت الفقرات العنقية ال (٦ و ٧) إصابة بسيطة، وقال لي الطبيب: لا داعي للتدخل الجراحي.

الثاني: كنت متزوجا امرأة من جنسية أجنبية (إنجليزية) وأثناء العلاقة مع أخذ حبة كاملة من الفياجرا فقدت القدرة على التنفس، وشعرت باختناق شديد حتى أنني قد فقدت الوعي حتى الصباح، واستيقظت في الصباح فشعرت باختناق أسفل الرقبة بين الكتفين وأعلى الرقبة، وانسداد تام في فتحة أنفي اليسرى، وشد في المعدة، ووخز بين منتصف الصدر والجانب الأيسر، وشد في جانب البطن الأيسر وطنين الأذن اليسرى، وحرقة شديدة في العينين مع صعوبة الرؤية، وصعوبة فتح العينين في ضوء الشمس.

ثالثا: بعد صدمة وفاة والدي شعرت كأن شخصا أمسك كابل الكهرباء ووضعه في رأسي وصعقت من رأسي إلى أسفل قدمي، وأصبت بنوبات تشنج عنيفة في الجسم كله والفك السفلي نوبات تشبه نوبات الصرع، ولكني أكون في كامل وعيي.

والآن أنا أعاني من ضربات القلب السريعة والعنيفة ومن التشنجات، ولا أعرف السبب! وبالمناسبة ذهبت إلى أطباء متخصصين ولم يشخص منهم أحد حالتي إلى الآن، وأصبحت أعاني من فقدان الوزن غير المبرر، ونوبات وتشنجات وأثناء النوبة ارتفاع في ضغط الدم المفاجىء، وأيضا ضعف المناعة بدون سبب، وبالصدفة عندما أعطاني طبيب القلب ٣ حبوب اندرال ١٠ زالت الحريقة من عيني ولم يعطني الطبيب تشخيصا واضحا.

أنا الآن أتناول منذ عامين (كونكور ٢.٥ وأيضا ميرتيماش ٣٠ وتوبمود ٥٠) تحسنت حالتي في بداية أخذ هذه الأدوية إلى أن عادت مرة أخرى ولا أحد يعرف التشخيص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ahmedfathy حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

نعم كثيرًا ما تكون هنالك أعراض غامضة بعض الشيء، أو غير واضحة المعالم، ومتداخلة، وتجد بعض الناس يشتكون شكاوى شديدة جدًّا، لكن في واقع الأمر تكون الفحوصات سليمة، وبعض الناس قليلوا الشكوى، لكن تُظهر الفحوصات لديهم أمراضا حقيقية. فإذًا هنالك تباين واختلاف كبير جدًّا ما بين الناس فيما يتعلق بالتعبير عن المرض، إذا كان عضويًّا أو نفسيًّا.

أنا أرى أن حالتك هي ذات طابع نفسي في الغالب، يوجد شيء من القلق والتوتر، تسارع ضربات القلب هذا حقيقة دليل على أنك أُصبتَ بشيء من نوبات قلق المخاوف، الذي لم يصل لمرحلة الهرع أو الفزع، لكنّه قطعًا وصل لدرجة ضايقتك كثيرًا.

بالنسبة للتشنُّجات: أنا أفضّل أن تقوم بإجراء تخطيط للمخ، لا أرى هنالك بوادر صرع، لكن دائمًا هذا التخطيط للدماغ أفضل، حتى وإن لم تفقد وعيك أثناء هذه التشنجات، سيكون التأكد القاطع من خلال أن تجري فحص تخطيط الدماغ لتطمئنّ أنت ونحن.

وأعتقد أنك إذا اجتهدتَّ في تغيير نمط حياتك وجعلته أكثر إيجابية: نظَّمتَ وقتك، أكثرت من التواصل الاجتماعي، حرصت على العبادات في وقتها، رفّهتَ عن نفسك بما هو طيِّبٌ وجميلٌ، تُكثر من القراءة والاطلاعات المفيدة، وتأخذ قسطًا كافيًا من الراحة من خلال النوم مبكّرًا ليلاً، وقطعًا التطوير المهم مهم، وممارسة الرياضة بكثافة، الرياضة ممارسة ممتازة، الرياضة تساعد كثيرًا في التغلب على الأعراض النفسية السلبية.

أعتقد أن هذا هو الحاصل بالنسبة لك، أنا أراها حالة قلقية توتُّريّة أكثر من أي شيءٍ آخر، وكثيرًا من حالات القلق والتوتر – خاصة القلق المقنّع – يؤدي إلى أعراض جسدية، لذا نُسمِّيها بـ (الأعراض النفسوجسدية).

لا أرى سببًا عضويًّا واضحًا، وإن كنت – كما ذكرتُ لك – أميل لأن تُجري تخطيطًا للدماغ.

بالنسبة للعلاجات: طبعًا الـ (كنكور) هو في الأصل دواء لخفض ارتفاع الضغط، لكنه أيضًا يُساعد كثيرًا في إزالة الأعراض الجسدية للقلق، خاصة تسارع ضربات القلب.

الـ (ميرتيماش) وهو الـ (ميرتازبين) دواء رائع جدًّا ومفيد حقيقة لتحسين المزاج والنوم، لكن أرى أن جرعة ثلاثين مليجرامًا ربما تكون كبيرة نسبيًّا. إذا تناولتَ 15 مليجراما (نصف حبة) هذا سيكون أفضل.

أمَّا الـ (توبمود) فهو مُحسِّنٌ للمزاج لكنّه ضعيف، وأنا أفضّل أن تستبدله بعقار (سبرالكس) والذي يُسمّى علميًا (استالوبرام)، عشرة مليجرام من الاستالوبرام ستكون بديلًا ممتازًا جدًّا للتوبمود، علمًا بأن جرعة السبرالكس يمكن أن تكون حتى عشرين مليجرامًا.

أرجو أن تستشير طبيبك – أخي الكريم – في هذه التعديلات التي اقترحتها لك، والقرار النهائي قطعًا بيد طبيبك المعالج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً