الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي بعد فترة الملكة تطلب الطلاق والانفصال!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خطبت قبل فترة من عائلة طيبة ومحترمة، وأعطوني الموافقة، وذهبت للرؤية الشرعية، والحمد لله ارتحت، وبعدها تقدمت للملكة وتمت الأمور على ما يرام.

زرت البنت وكانت مبتهجة ومبسوطة، وبدأت بالاتصالات والرسائل لنفهم بعضنا أكثر، في البداية كانت متجاوبة للاتصالات والرسائل وتظهر ودها لي، لكن بعد مضي أسبوع تقريباً أصبحت لا ترد على الجوال، وتتأخر برد الرسائل، والرد يكون مختصرا، تغير مفاجئ!

حتى الزواج أصرت على تأخير الزواج وأطالت فترة الملكة لعشرة أشهر، ووافقت مراعاةً لأسرتها وتثمين لأخلاقها وأدبها ونزولاً عند رغبتها، لكن جاءتني رسالة في الواتس منها تقول فيها بأنها غير مرتاحة وغير متقبلة فكرة الزواج، ولا تشعر بالراحة! وتثني علي وبأنني لم أقصر، ولكنها تقول بأنها لم تستطع أن ترتاح لهذا الزواج وتقبله.

والبنت سبق خطبها أكثر من واحد، وذاع صيت زواجي بها عند الجماعة، لا أعلم هل أصابتها نفس أو عين غير تفكيرها، وأشعرها بعدم الارتياح والضيق من إتمام هذا الزواج!

والآن تطلب مني عدم إكمال الزواج، وتقول بأن شعور عدم الرغبة بالزواج والكدر أحست به قبل الملكة، وبعد الملكة ازدادت الرغبة في الانفصال، وصارت تكره كل شيء بسبب عدم راحتها.

أرجو توجيهي للحل الأمثل، وجزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم-، وردا على استشارتك أقول:

لست أدري مدى توفر الصفات المطلوب توفرها في هذه الفتاة، لكن من المهم أن أذكر بأن أهم تلك الصفات هي التي أرشدنا إليها نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.

من خلال استشارتك يبدو لي أن هذه الفتاة –والله أعلم– أصيبت بحسد، والذي يمكن أن يحدد ما إذا كانت قد أصيبت بذلك هو الراقي الأمين الثقة، ولذلك لا بد من عمل الرقية، فإن تبين إصابتها وكانت تشك بأناس معينين فأفضل علاج هو أن يتوضأ أولئك الناس وتغتسل بالماء الذي توضؤوا به، فإن لم يمكن ذلك فليس أقل من أخذ بعض ثيابهم الداخلية التي تلاصق أجسادهم قبل غسلها ثم تغسل بالماء ويغتسل بذلك الماء، فإن لم يكن ممكنا فتستمر بالرقية حتى تبرأ -بإذن الله-.

إن لم يتبين أنها مصابة بشيء فيجب معرفة الأمر الحقيقي الذي جعلها تتراجع عن إكمال الزواج، فقد يكون هنالك أمر تخفيه، ولا أنصح أن تستمر في هذا الموضوع ما لم تحل هذا الإشكال، فزواجك بامرأة لا تريدك سيجلب لك مشاكل كثيرة وربما فشل هذا الزواج في أيامه الأولى.

إن لم تبد ما في نفسها بعد أن تبين أنها ليست محسودة فعلى ولي أمرها أن يرد لك كل ما دفعته غير منقوص قبل أن تطلقها، واعلم أن الله لم يضيق عليك فلعل الله صرفها عنك ولعلها ليست من رزقك.

احرص في حال اختيار غيرها على ما ذكرته لك من الصفات، وصل صلاة الاستخارة قبل أن تتقدم للخطبة، ولا أنصح أن تطول مدة الخطبة، فلو استطعت أن تجعل بين الخطبة وإقامة العرس عشرة أيام إلى نصف شهر فهو حسن.

أوصيك -أخي الكريم- بتقوى الله تعالى، والاجتهاد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فبالإيمان والعمل الصالح تستجلب الحياة الطيبة، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وسله أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك وتسعدها، وكن على يقين أن الله لن يرد يديك صفرا.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً