الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع رفض مريض الفصام للعلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي مريض بالفصام ويرفض العلاج، وتتفاقم حالته للأسوأ، وأصبح عدائيا مع كل من حوله، فهل يمكنني وضع الدواء في الطعام بدلا من المشروبات؟ لأنه يدرك تغيير الطعم أو شكوكه بأنه سم لا أدري، ولكن هل الطعام يفسد الدواء؟ وهل يمكن وضع قرص المنوم في الطعام لمحاولة أخذه للمستشفى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لمريضكم هذا العافية والشفاء، بالفعل كثير من مرضى الفصام خاصة الفصام الباروني أو الظناني لديهم هذا التوجه أنه يرفضون الأدوية، لأن الواحد منهم يكون مفتقد للبصيرة ولا يرى أنه مريضاً أصلاً، ونحن أيضاً كأهل أحياناً نرتكب أخطاء غير مقصودة بأن نواجه هؤلاء المرضى ونقول للواحد منهم أنك متوهم أنك مريض وهذا قطعاً يثير حفيظة المريض ويجعله أكثر عدائية وتحفظاً حول الدواء ويرفضه بالكلية.

أيها الفاضل الكريم: إذا كان التشخيص مؤكدا هو مرض الفصام فهذا المريض لا يملك بصيرة، وعليه افتقد الأهلية فيما يتعلق بعلاجه، وكل القوانين الأخلاقية والقوانين الشرعية والقوانين حتى الوضعية تبيح تماماً إعطاء الدواء ضد رغبته أو دون علمه، في كلى الحالتي الأمر جائز وقد بحث تماماً من هذه الناحية، فيمكن أن يوضع له الدواء في الطعام أو في مشروب لا بأس في ذلك أبداً، وشركة لي لي التي تصنع أولنزبين حضرت هذا العقار بالكيفية التي يمكن أن يذوب فيها في الطعام أو في المشروب دون أن يغير الطعم دون أن يتأثر الدواء، فعقار أولنزبين والذي يعرف باسم زيبركسا فلوتاب هو الأنسب إن وجد، لأنه قد أوعد لمثل هذه الحالات، ومن الأفضل أن تكون الجرعة جرعة ليلة فقط 10 أو 15 مليجراما ليلاً لأن الدواء سوف يؤدي إلى النعاس والنوم، وعسى ولعل أنه إذا تناول هذا الدواء لمدة أسبوع أو شيئا من هذا القبيل يهدء ويقبل الذهاب إلى الطبيب.

ودائماً حين نتحدث مع هؤلاء المرضى عافاهم الله يجب أن يتحدث معهم شخص واحد، يثقون به، شخص يكون مؤثراً في حياتهم، ويكون أسلوبه أسلوبا طيبا وجميلا ومرغباً، لا نقول له أنت مريض أو أنت متوهم أو أنت تتهيأ أو أنت تهلوس لا، لا نقول هذا قطعاً، قد نقول له نحن نرى أنك تعاني من بعض الإجهاد البسيط فلماذا لا نذهب إلى الطبيب لتجري الفحوصات المطلوبة وإن كان هنالك حاجة للعلاج سوف تتناول العلاج وهكذا، هذا مهم جداً وهذه الطرق التي ننتهجها وتنجح في معظم الأحيان، طبعاً المريض إذا شكل خطورة على نفسه أو على الآخرين هنا لا بد أن يطبق عليه قانون الصحة العقلية والذي فيه مواد تبيح أن يعطى الدواء ضد رغبته أو ينقل إلى مرافق العلاج ضد رغبته، هذا موجود في القانون ولكن تطبيقه يكون في نطاق ضيق، وهذا كما ذكرت لك في حالة إذا كان المريض يشكل خطورة على نفسه أو على الآخرين، وهذا طبعاً فيه حماية كبيرة وحتى القانون فيه حرص كبير أن تسير الأمور في مصلحة المريض في نهاية الأمر، هذا الأخ أيضاً أعتقد أنه سوف يحتاج أن يعطى الأبر بعد أن تستقر حالته يفضل أن نعطيه الأبر هنالك أبر شهرية، هنالك أبر كل أسبوعين وهي تفيد جداً في مثل هذه الحالات وتضمن لنا أنه قد أعطي له العلاج الصحيح.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، واشكرك أخي الكريم على اهتمامك بأمره ونسأل الله له العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً