الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوفق بين دراستي والجلوس مع أبي؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ 6 أشهر حصلت مشادة بين أبي وأمي بسبب تقاعسه عن دفع المصاريف وتحمل أعباء الحياة، فترك البيت وذهب ليقيم في بيت والده (جدي)، وفي رأيي أنه تعجل ذلك؛ فالأمر كان يمكن أن يحل، وبسبب طول المكث، وأنه دون عمل أصبحت أشعر بأنه أصابته لوثة من الجنون، فهو دائم الغضب على أتفه الأمور، وكثير الصراخ، ويغضب إذا لم أزره دائما وأجلس معه، وهذا صعب علي بسبب دراستي، كما أن جميع حاجاتي في بيت أمي، إضافة إلى ذلك فإن أمي أيضا ترفض المصالحة، فماذا أفعل؟ وهل علي إثم في ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن يصلح حال أسرتكم، والجواب على ما ذكرت:

- بداية أحيي فيك حرصك على بر الوالدين، والسعي في حال مشاكلكم الأسرية، وأرجو أن تسعى في لم الشمل بين أبويك بكل طريقة ممكنة، فبقاء والدك وحده، وبعده عنكم لا يستقيم أبدا، ولهذا أنصحك بما يلي:

- أكثر من الدعاء للوالدين بأن يؤلف بين قلوبهم وأن يصلح حالهم.
- عليك أنت وإخوانك أن تعينوا أباكم في تحمل مصاريف البيت، وبهذا فإن الوالدة لن تطالب أباكم بالنفقة، وتحل المشكلة.
- عليكم أن تعذروا الوالد، فلعله لكبره وعجزه، أو لعله يعاني من مرض نفسي، ولم يستطع أن يصرف عليكم، ولهذا هجر البيت، ليس تهربا من المسؤولية، ولكن لأنه لا يحب أن يلومه أحد على تقصيره.
- بعد أن تقوم أنت وإخوانك بالتعاون مع الوالدة في النفقة، أجتهد في أن تقنع الوالدة بأن تطلب من الوالد العودة إلى البيت، وأن تعود المياه إلى مجاريها.
- لعل طلب الوالد أن تقعد عنده لأنه يشعر بالوحشة بالعقود بمفرده، لهذا عليك الإسراع في معالجة المشكلة في الحلول الآنفة الذكر، وإذا لم توجد حلا، فيلزمك القعود معه حسب الاستطاعة، وبما لا يشق عليك أو يصرفك عن دراستك، فهذا من البر بالوالد، فضع لك ولإخوانك جدولا يمكن تتناوبون فيه في الجلوس معه، فهو يحتاج منكم إلى الرعاية.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً