الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقاطعة عمتي لنا دون مبرر، كيف أحل هذه المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم

نعيش في بيتنا مع عمتي وجدتي لنزوحهم بسبب الحرب منذ عدة أعوام، كنا نتعامل مع عمتي كالأخوات، ولكن في العامين الماضيين تعرض والدي لأزمة صحية أثرت على الوضع النفسي للأسرة ككل، خصوصا بسبب مزاجه المتقلب وعصبيته الكبيرة، فهذا طبع منتشر في غالبية أفراد عائلة والدي، واضطررنا للسفر خارجا؛ للعلاج ولتحسين الجو النفسي للأسرة، إلا أن السفر سبب بعض التوترات، وكان من بينها أن عمتي في نهاية فترة سفرنا توقفت عن الحديث معنا أنا وأخواتي فجأة دون أن أي خلاف بيننا، وبعد نقاشات مع أخواتي توصلنا إلى أن ذلك قد يكون نتيجة لكلام لم يعجبها من أختي الصغرى، حيث تناقشتا في بعض الأمور وكانت آراؤهما مختلفة ولكن لم يتشاجرا، وعلى الرغم من أن الكلام كان بينهما ولم نكن أنا وأختي الكبرى على علم به، قاطعتنا جميعا.

بعدها بأيام أجريت عملية جراحية وتفاجأت بها تتحدث معي بشكل طبيعي بعد العملية أنا وأختي الكبرى فقط، ولم نتناقش عن أسباب مقاطعتها لنا ولم نحاول الصلح بينها وبين أختي؛ لأن هذا طبع في العائلة، وظننا أنها ستتراجع بعد أيام.

استمر الوضع على ما هو عليه لعده أشهر، وكانت تتحدث معي ومع أختي الكبرى ولا تتحدث مع الصغرى، وحاولت زوجة والدي التدخل للصلح بينهما، ولكن كانت ردة فعل عمتي شديدة حيث أنها هددت بالخروج من البيت، وبعد فترة بدأت عمتي بالتوقف عن الحديث معي، وحاولت الحديث إليها ولكن كانت تتجنبني ثم توقفت تماما عن الحديث معي ومع أختي الكبرى، حاولنا معرفة الأسباب ولكن لم نستطع، وهي على هذا منذ أشهر، وأحيانا تكون حادة مع والدي وزوجته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dabdullah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك - أختي العزيزة - وأهلاً وسهلاً بك في الموقع، وأسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على الدين ويهدينا صراطه المستقيم ويرزقنا سعادة الدارين.

تعلمين -حفظك الله ورعاك- أن المتاعب والظروف التي يمر بها الناس تحدث كثيرا من التغيرات الأخلاقية والتقلبات المزاجية نتيجة الأزمات المادية والصحية والنفسية خاصة كالتي ذكرتها في استشارتك، لذا أوصيك بالتالي:

- الحرص على واجب بر الوالدين وصلة الأرحام، والمحافظة معهم خاصة على محاسن الأخلاق ما أمكن من لزوم عبادات الصبر، والحلم والرحمة، والحكمة والمسامحة، واحتساب ثواب ذلك عند الله تعالى.

- محاولة القرب من عمتك والتفهم لها والتعاطف معها والدخول معها في حوار هادئ مباشر عن مشكلتها مع أختكم الصغرى، والحرص على حل المشكلة وتأنيب المخطئ بحزم والتسامح بينهما.

- بيان خطأ عمتك في مقاطعتكم دون مبرر واضح، والتعبير لها عن محبتها واحترامها والاستياء منها لعدم صراحتها وتغير طبعها ومزاجها بلا مبرر وبرهان، ومخالفة ذلك لواجب صلة الرحم ومحاسن الأخلاق، واجعليها تبرر مواقفها وتدافع عن نفسها بدلا من رغبتها في العكس؛ لضرورة أن تعرف خطأها ومشكلتها طريقا إلى التفاهم والحل.

- ضرورة الحرص منكم على توفير القدوة الحسنة وتشجيعها على الالتزام بدفع أنفسكم إلى مجالس العلم والذكر والطاعة والخير، بلزوم الذكر، وقراءة القرآن الكريم والعلم والمحاضرات والبرامج المفيدة، ولزوم الصحبة الصالحة، والتخفيف من ضغوط الحياة بالنزهك والرياضة والزيارة ونحوها.

- الدعاء لأن يجمع الله شمل الأسرة على محبة وخير، وفقكم الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً