الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا شاب أعاني من الخجل والكسل، فكيف أتخلص منهما؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة الخجل وفيما عرفت عن أسماء مشكلتي هي القلق الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي، عانيت منها منذ صغري في مرحلة الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية الآن، والآن أعاني منها أشد المعاناة حتى إنها تؤثر على حياتي وعلى ديني.

أنا -بفضل الله- التزمت وأصبحت لا أضيع صلاة، وكذلك أستمع إلى الدروس الدينية، وأقرأ القرآن لكن لا أجد في نفسي غير تلك المشكلة -وهي الخجل-.

كذلك الكسل، حيث أتكاسل في كثير من الأحيان، فأتكاسل عن المذاكرة مثلاً، وكثيرا جداً ما أتكاسل عن الاستيقاظ من النوم، فأجد صعوبة كبيرة في الاستيقاظ من النوم، لكن هذا لا يدخل مع الصلوات كصلاة الفجر.

أخشى على نفسي من أن تزداد تلك المشكلة فتؤثر على عبادتي وطاعتي رغم كثير من المحاولات في القضاء على الخجل، لكني أفشل أو لربما أتكاسل في بعض الأحيان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

هنالك ثلاثة أمور قد تتداخل مع بعضها البعض، وهي: الخجل، والرهاب الاجتماعي، والحياء، وقطعًا الحياء شعبة من الإيمان، والإنسان قد يُصاب بأيٍّ من هذه الثلاثة، أو قد تكون مجتمعة، أو اثنين من هذه الظواهر قد تكون حادثة للإنسان في نفس اللحظة.

أنا أرى أنك إن شاء الله تعالى بخير، فأنت شاب مسلم، تحافظ على صلاتك، وتستمع للدروس الدينية، وتقرأ القرآن، فأنت إن شاء الله من المفلحين – أيها الابن الكريم – وموضوع الكسل: هذا يجب أن تغلق الباب أمامه، بأن تكون شخصًا عالي الهمّة، وأن تبحث دائمًا عمَّا هو أفضل وما هو أحسن، لا تضع نفسك في القاع أبدًا، ضع نفسك دائمًا فيما هو أعلى، في كل شيء، في الدين، في التعليم، في معاملة الناس، في بر الوالدين، في النشاط الجسدي والفكري.

إذًا الأمر هو قناعة فكرية، لا تتكاسل أبدًا، واعرف أنك في بدايات سن الشباب، والله تعالى حباك بطاقاتٍ عظيمة، أنت تحتاج لأشياء بسيطة جدًّا: تحتاج لأن تنظم وقتك.

أولاً: أريدك أن تنام مبكّرا بالليل، هذا مهمٌّ جدًّا، يجعلك في راحة نفسية وجسدية، تستيقظ لصلاة الفجر وطاقاتك متجددة، وأنت مُقبل على اليوم، وبعد الصلاة والاستحمام وشرب كوب من الشاي مثلاً مباشرة، اجلس وادرس لمدة ساعة إلى ساعتين قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي. بهذه الكيفية تكون قد بدأت اليوم بداية عظيمة، بداية تُحسِّن فيك الدافعية والإنجاز.

بعد ذلك ضع خارطة – إمَّا خارطة ذهنية أو خارطة تكتبها في ورقة –: ما هي الأشياء التي يجب أن تقوم بها في أثناء اليوم؟ (الراحة – الرياضة – القراءة – الدراسة – الاستمتاع بالوقت مع الأصدقاء – أداء الصلوات في وقتها – قراءة صفحات من القرآن ... وهكذا).

إذًا تُحدِد لنفسك المهام اليومية، بشرط أن تكون مهام متعددة، وذات طبيعة مختلفة، ولا تُؤجّل عمل اليوم إلى الغد أبدًا، كن على هذا المنوال، مثل: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا} بقية الأشياء أيضًا إذا أعطاها الإنسان أهمية سوف يُخصِّص لها أوقاتا، وسوف ينجزها ويؤديها على أكمل وجه.

بالنسبة لموضوع الخجل: أنا أعتقد أن مشكلتك بسيطة، كن أكثر ثقة في نفسك، وحاول أن تطوّر مقدراتك الظاهرية، مثل النظر إلى الناس في وجوههم، هذه مهمّة جدًّا، (واعلم أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة).

أمرٌ آخر: حركة اليدين أثناء الكلام - أو ما نسمّيه بلغة الجسد – اجعلها فعّالة، نبرة صوتك يجب أن تكون نبرة وسطية، لا يكون صوتك خافتًا ولا يكون مُزعجًا. كن شخصًا مستمعًا، حاول أن تُشارك الناس في مناسباتهم.

أنا أعتقد أن هذا هو الذي تحتاجه، وهذا هو الذي سيفيدك كثيرًا، ولا تنزعج، وأرجو أن تُكثر من التفاعل الاجتماعي، وأسأل الله تعالى أن يوفقك ويسددك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً