الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتمنى الموت لأرتاح من معاناتي.

السؤال

السلام عليكم.

ذهبت لاستشاري، فشخصني باكتئاب مزمن، وصرف لي دواء سبرالكس فلم ينفعني، ثم صرف موديكسا فلم ينفعني، ثم صرف برستيك وأضاف لامكتال، ثم بعد ٦٢ يوما رفع الجرعة إلى ١٠٠ برستيك لامكتال.

منذ أربع سنوات وأنا أتعالج، وفي آخر زيارة لي يقول: يمكن أن يكون عندك ثنائي قطب، فأنا فاقد للشهية، لا أرغب في الخروج من المنزل، وأشعر بخمول دائم طوال اليوم وحزن، ولا أرغب بالحديث مع أحد، وضيقة في الصدر، وأتمنى أن أموت لكي أرتاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، في مثل سنك إذا كان بالفعل التشخيص هو الاكتئاب النفسي لا تعتبر الأدوية هي العلاج الأساسي؛ لأن الاكتئاب في مثل سنك غالباً هو اكتئاب انفعالي أكثر مما هو بيولوجي المنشأ، وإن كان هنالك بعض الحالات القليلة التي نشاهد الاكتئاب فيها حتى يكون في مرحلة الطفولة ويكون اكتئاباً بيولوجياً، هذه أمور علمية معقدة لا أريد حقيقة أن نزعجك بها، لكن الذي أريد أن أصل إليه أنك من المفترض أن تأخذ بمكونات العلاج الأربعة المعروفة وهي المكون النفسي، المكون الإسلامي، والمكون الاجتماعي، والمكون الدوائي، هذه الأربعة لا بد أن تكتمل وتطبق مع بعضها البعض؛ لأن هنالك تضافرا أو دعما فيما بينها يؤدي إلى النتيجة الإيجابية العلاجية هذه هي النقطة الجوهرية التي أريد أن أنصحك بها.

إذاً طبيبك لا بد أن يخطط لعمل جلسات منتظمة معك عن طريق الطبيب نفسه أو الأخصائي النفسي التي غالباً يكون ملحقاً بالطبيب، وجلسات حقيقة بسيطة جداً إذا كان هنالك صعوبات في الحياة سوف تناقش معك؛ لأن التفريغ عن المشاكل أيضاً يؤدي إلى المساعدة في حلها، الأمر الآخر هو كيف تبدل الفكر السلبي بفكر إيجابي؛ لأن معظم أمراض الاكتئاب يكون فيها الفكر السلبي هو الذي سبق المشاعر السلبي أو المزاج السلبي، وعلى الجانب الاجتماعي العلاج الاجتماعي مهم جداً جداً، الإنسان الذي يتواصل اجتماعياً يقوم بواجباته مهما كانت مشاعره سلبية تشارك الناس في مناسباتهم في أفراحهم في أطراحهم، مثلك شاب صغير في السن تمارس رياضة جماعية مع الأصدقاء مثل كرة القدم مثلاً وهكذا، تجعل لحياتك معنى، مهما كانت مشاعرك هذا نسميه العلاج الاجتماعي.

أما العلاج الإسلامي فهو معروف أن تكون متيقناً أن الله سوف يشفيك، وأن تتوكل على الله لكن لا تتواكل، تسعى وتعمل وتجد وتكون إيجابياً في كل شيء، شعورك، أفكارك، أعمالك، وطبعاً الحرص على العبادات، الصلاة في وقتها مع الجماعة، بر الوالدين، أن يكون لك ورد قرآني يومي، الدعاء خاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم وأذكار الاستيقاظ هذه كلها علاجات، وبعد ذلك يأتي الدواء، فأرجو أن تجمع ما بين هذه المكونات الأربعة وتكون شخصاً إيجابياً ومثابراً في حياتك ولا بد أن تجد عملا، لأن العمل جزء من العلاج النفسي الرئيسي، الإنسان دون عمل لا قيمة له، وأرجو أن لا تتمنى الموت، المسلم لا يتمنى الموت أيها الفاضل الكريم.

بالنسبة للدواء أنا أعتقد الطبيب أحسن حين أعطاك اللاميكتال، اللاميكتال دواء ممتاز وإذا كان هنالك شيء من ثنائية القطب سوف يتحكم فيها اللاميكتال، والبرستيج دواء أستطيع أن أقول جيد لكنه ليس الأفضل، هنالك من يرى أن جرعة مثلاً من الزوالفت والذي يسمى سيرترالين تضاف إليه جرعة صغيرة من أحد مضادات الذهان البسيطة كالأريببرازول 5 مليجرام ويضاف إليها اللاميكتال هذه ربما تكون تركيبة دوائية أفضل، لكن الخيار الذي بين يدينا الآن لا بأس به ويمكنك أن تناقش موضوع الدواء مع طبيبك.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً