الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اهتمام الطفل بنوع معين من الألعاب.

السؤال

عندي طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، بدأ مرحلة الحضانة ولكنه لا يهتم إلا بالسيارات سواء ألعاب أم حقيقية، ولا يهتم بشيء سوى ذلك! أنا ألمح فيه الذكاء وقوة الذاكرة، ولكنه لا يعبأ إلا بالسيارات فقط، وأريد أن أحول اهتمامه لأشياء أخرى تساعده أن يأخذ خبرات مختلفة.
مع العلم أن عملي يرتبط بمجال السيارات، فهو كثير السؤال عنها، وعن التفاصيل الدقيقة فيها، كما أنه يريد قيادة السيارة دائماً، كما أنه يذهب إلى المدرسة فقط لأنه يركب السيارة معي، وأسألكم النصيحة في هذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Shawki حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يُصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يُلهمنا السداد والرشاد، وأن يُعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد:

فإن اهتمام الطفل بنوعٍ معينٍ من الألعاب مؤشر مهم إلى جوانب التميز في شخصيته، وهذا مما يُساعد الوالدين والمعلمين في اكتشاف مواهبه وميوله، وإذا صادف ذلك مهنة وحرفة الوالد، فإن هذا يزيد من تعلق الأولاد وخاصةً الذكور تشبهاً بالوالد الذي يعتبره الطفل في هذه المرحلة هو النموذج والمثال والقدوة.

ومن هنا فنحن ننصحك أن تجعل اهتمامك ينصب على الصلاة وتلاوة القرآن، والالتزام بالآداب الشرعية؛ لأن الأطفال يتأثروا جدّاً بالجوانب العملية، ولذا فقد قال معاوية رضي الله عنه لمعلم أبنائه: (ليكن أول ما تبدأ به من تأديب أبنائي تأديب نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت) والمربي الناجح يستحسن الفضائل ويعلن بغضه للسوء والرذائل.

وإذا علم هذا الطفل أنه يمكن أن يصنع سيارة أجمل وأحسن إذا اجتهد في دراسته وتوكل على ربه فإنه سوف يغير من طريقته، ويتعلق بالمعالي.

ولا داعي للقلق، فهذه هي مرحلة اللعب، وسوف يترك الاهتمام الزائد بالسيارة بمجهود قليل، وبحرصكم على حسن التربية وكمال التوجيه، ويمكن الاستفادة من هذه الرغبة في دفعه للخيرات، كأن نقول له: إذا أردت الذهاب إلى سوق السيارات فعليك بحفظ السور وأداء الواجبات وطاعة الآباء والأمهات.

ومن الضروري أن تبعده عن قيادة السيارات؛ لأن في ذلك خطورة عليه وعلى من حوله، وإذا علم الطفل بنتائج وسلبيات التصرفات الخاطئة فإنه يبتعد عنها، خاصةً إذا أحسن التوجيه وغلَّفنا نصائحنا بجرعات من العطف والحنان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً