الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعانيه اكتئاب؟

السؤال

منذ فترة قد تكون طويلة -لست متأكدة من بدايتها-، بدأت أشعر بكرهي لنفسي، وعدم ثقتي بها، ومحاولات للرضا بها مع حالة قلق شبه دائمة، واضطرابات في النوم بحيث مرات تزداد عدد ساعات نومي بشدة ومرات تقل، وما يؤرقني أكثر هو أني كنت قد بدأت السير في مشروع حياتي، وبدأت أفقد شغفي واهتمامي به، وأتغيب كثيراً عن الحضور له بلا أي سبب يذكر غير -مالي مزاج-، وسابقاً كنت عكس ذلك تماما، وقيل لي من بعض الأصدقاء بأني أعاني من الاكتئاب، فهل هو كذلك؟ وإن كانت هذه علاماته فهل هنالك علاج له غير العلاج النفسي؟ لأني لا أملك المقدرة المالية للذهاب للعيادات!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الشعور بالقلق واضطراب النوم، وتعسر المزاج، وافتقاد الدافعية قد تكون من علامات الاكتئاب النفسي، وغالباً يكون اكتئاباً بسيطاً، أنا أعتقد أن مثل حالتك هذه الإنسان يحاول أن يحسن من دافعيته، يكون لديك الإصرار، والعزم والقصد على الإنجاز، ولا تتركي مجال أبداً للفكر السلبي، الفكر السلبي هو الذي يقود الإنسان إلى التراخي وإلى قبول الدونية وافتقاد التنافسية والدافعية، لأن أنت إنسانة صغيرة في السن ربنا حباك بطاقات كثيرة ويجب أن تقدري هذا وتستشعري ذلك على ضوئه تعيشين حياة فاعلة، حياة مفيدة لك ولغيرك.

ومن الأشياء الضرورية حسن إدارة الوقت، لا تدعي الزمن يقودك أنت التي يجب أن تقودي الزمن، المثابرة، القراءة، الاطلاع، التواصل الاجتماعي، العبادة، الاهتمام بشأن الأسرة، أن يكون هنالك هدف وأمل وطموحات في الحياة، الحرص على النوم الليلي فقط وتجنب النوم النهاري، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا مارس الإنسان رياضة، وتجنب شرب القهوة والشاي بعد الساعة الخامسة مساءاً، ويكون هنالك حرص على أذكار النوم هذا هو الذي أنصحك به بصفة عامة، والإنسان أيضاً يحتاج إلى الرفقة الطيبة فأتمنى أن يكون لك تواصل اجتماعي جيد مع مجموعة من الصالحات من البنات من الأقارب أو خلافه، لأن الدافعية تتحسن عند الإنسان إذا كان هنالك من يأخذ بيده ويساعده ليخرج من حالة الإحباط وتدني الدافعية.

العلاج الدوائي لا أراه مهم في هذه المرحلة، المهم هو تغيير نمط حياتك بالكيفية التي ذكرتها لك، ويجب أن يكون هنالك إصرار لعدم قبول الفكر السلبي، التخلص من الشعور السلبي، وأن تكون الأفعال إيجابية، وهذا ممكن وليس مستحيل أبداً، الله تعالى حبانا بطاقات عظيمة تقودنا إلى التغيير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً