الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدة أعراض ولا أعلم ما هي؟!

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من مرض روحي ولكن صراحة لا أعرف ما هو؟! ولكن غالب ما أعاني منه هو القلق، وقلة النوم والأحلام المزعجة مثل الأماكن القديمة والمظلمة والمهجورة، وأشخاص تطاردني وحيوانات، كما تروادني وساوس لا حصر لها ولا عدد، منها: الجنسية، ووساوس، ومشاكل، وشعور بالموت، كما أشعر بالنبض المتكرر والمتنقل، والخوف من سماع الرقية.

وأشعر بثقل كبير على صدري وعلى جسدي عموما، وبثقل عند قراءتي للأذكار، وتثاؤب، وعدم التركيز عند مطالعتي للعلم، ونسيان وشرود ذهن في العمل.

ذهبت إلى طبيب لمعرفة هذه الأشياء من الناحية الطبية فطلب مني تحاليل الغدة الدرقية، وأشعة على المخ، فكانت النتائج سليمة مائة في المائة، فأعطاني بعض المهدئات والمسكنات، فما هي نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ابراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله:
الطب لا يعالج مثل هذه الأمور التي أنت تشتكي منها؛ لأنها ليست أمراضا جسدية بل أمراض معنوية وبعضها روحية.

اعلم أن الحياة الطيبة المطمئنة لا توهب إلا لمن اتصف بصفتي الإيمان والعمل الصالح فهذان شرطان للحصول على الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

حياة الإنسان تكون ضنكا إن أعرض عن ذكر الله أو تغافل عن ذلك، فكلما ابتعد عن الله ازدادت حياته تعقيدا وازدادت ضنكا، يقول تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).

ومن أسباب الطمأنينة كثرة تلاوة القرآن الكريم، والمحافظة على أذكار اليوم والليلة، وجعل لسانك رطبا من ذكر الله كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

الأحلام المزعجة قد تكون أحيانا محاولة لمس شيطاني، ولذلك عليك أن تكون دائم التحصن بالعبادات والطاعات، وتلاوة القرآن، وأذكار اليوم والليلة.

الخوف من سماع الرقية منشؤه تخويف الشيطان ووساوسه، ولذلك فلا تلتفت لذلك، واجتهد في رقية نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن الكريم وخاصة سورة الفاتحة وآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من البقرة والمعوذتين والإخلاص، مع بعض الأدعية المأثورة وكلما تنتهي من ذلك انفث ثلاث مرات في كفيك من دون ريق ثم امسح ما تيسر من جسدك.

لا بأس أن تعرض نفسك على راق أمين وثقة من أجل تشخيص حالتك فإن تبين أنك قد أصبت بعين أو حسد أو سحر فابدأ بالرقية اللازمة واستمر حتى تعود إلى طبيعتك، مع تحصين نفسك حتى لا تعود لك الحالة مرة أخرى.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد مع تحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يصرف عنك ما تجد، وادع الله بإلحاح وكن موقنا بالإجابة، ومن داوم طرق الباب وجد الجواب.

أد الصلوات الخمس في أوقاتها، وحافظ على داء النوافل السابقة واللاحقة، واحرص على أن تكون على وضوء بشكل دائم فالوضوء نور المومن.

أرى أنك إن بدأت بتطبيق هذه الموجهات فستجد نفسك تتحسن بالتدريج، وكلما داومت على ذلك ستعود حياتك إلى طبيعتها بإذن الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً