الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير الوسواسي سيطر علي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني من شخصيتي! فمن خلال القراءة والاطلاع تبين أنني من أصحاب الشخصية القلقة.

بداية مرضي كانت على شكل نوبات هلع وخوف من الموت والمرض، والحمد لله تعالجت منها وصارت تأتيني بشكل متقطع، وبعد سنوات أتتني أحلام وكوابيس تفسيراتها سيئة، وأصبحت أكره النوم والأحلام، وأصبح عندي وسواس تفسير الأحلام، ومرة حلمت بشخص وهو موجود بالحقيقة لكن لا تربطني به أي علاقة مجرد حلم، ومن يومها وهذا الشخص لا يخرج من تفكيري مسيطر على عقلي بصورة وسواس! أريد التخلص من هذه الأفكار لكن لا أستطيع!

فقدت النوم والتمتع بالحياة، أنا متزوجة، ولدي أبناء، وحياتي ولله الحمد سعيدة، ولكن التفكير الوسواسي سيطر علي، أريد حلا لأخرج ما في عقلي من أفكار غريبة وغير منطقية.

حاولت مع نفسي ولكن فشلت، ولا أستطيع أن أبوح لأحد عما أفكر به؛ لأني سأخسر من هم حولي بسبب فكرة ليس لها أساس من الواقع، ما هي إلا وهم ووسواس، ولكن عقلي عاجز عن التخلي عن هذه الفكرة، وأنا أعاني منها ومن الصراع بيني وبين هذه الأفكار.

أصبحت سجينة لهذه الفكرة اللعينة التي حرمتني من النوم والحياة! لا أدري كيف الخلاص ولكن أرجو منكم مساعدتي، لا أريد أن أخسر أسرتي بسبب فكرة وسواسية تريد تدمير حياتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام احمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرسالتك واضحة وأنا أعتقد بالفعل أنه لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من القلق الوسواسي، والمبادئ العلاجية ستظل كما هي، يجب أن يحدث التغيير على مستوى الفكر والمشاعر والأفعال، على مستوى الفكر تحقرين الوسواس لا تحاوريه، لا تناقشيه، وتستبدليه بفكر مضاد هذا هو المبدأ، وعلى مستوى المشاعر لا بد أن تستفيدي من هذا القلق وتحوليه إلى قلق إيجابي وهذا من خلال حسن تنظيم الوقت، التعبير عن الذات، عدم الكتمان، وعلى الصعيد التطبيقي أو على صعيد العمل أن تحسني إدارة وقتك، وأن لا تتركي مجالا للفراغ، وأن تبدعي في إدارة منزلك وفي حياتك الزوجية، القراءة، الاطلاع، ممارسة أي رياضة تناسب المرأة المسلمة هذه كلها أمور يمكن للإنسان أن يحول من خلالها فكره يجعله فكراً إيجابياً، لأن الإنجازات على المستوى العملي التطبيقي في حياة الإنسان تغير فكره وشعوره هذا أمر مؤكد.

ويأتي بعد ذلك -أيتها الفاضلة الكريمة- العلاج الدوائي، أنا أعتقد علاج مثل سيرترالين سيكون ممتاز جداً بالنسبة لك ويسمى تجارياً زوالفت، خاصة أنه دواء سليم وغير إدماني ولا يؤثر أبداً على الهرمونات النسائية، الجرعة المطلوبة في حالتك هي الجرعة الصغيرة إلى الوسطية، تبدئين بنصف حبة 25 مليجراما ليلاً لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك تجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم تجعليها حبتين ليلاً لمدة شهرين، أي 100 مليجرام، وهذه جرعة وسطية، ثم تخفضيها إلى الجرعة الوقائية بأن تتناولي حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم تجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

أعتقد أن هذا الدواء سوف يساعدك كثيراً، لكن الحرص على تغيير نمط الحياة وعدم الدخول في حوارات ونقاشات مع الوسواس بل تحقيره وصرف الانتباه عنه وأن تحسني إدارة وقتك أعتقد أن هذه الوسائل العلاجية، كما ان الرياضة أيضاً مهمة جداً أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، أنا أعتقد أنها سوف تمتص طاقات القلق والتوتر والوسوسة وتتحول كل طاقاتك -إن شاء الله تعالى- لأن تكون طاقات إيجابية، وترتفع -إن شاء الله- كفاءتك النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً