الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الهلاوس السمعية والبصرية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله جهودكم، وأثابكم على ما تقدمونه من خير للإسلام والمسلمين.

لدي مشكلة كبيرة ومعقدة، بدأت مشكلتي حينما كنت في عمر 11 سنة، تعرضت لصعقة كهربائية، وبعد سنة بدأت عندي هلاوس سمعية وبصرية واكتئاب شديد، ثم واصلت حياتي، وحينما وصلت 24 سنة أجريت عملية استئصال الغدة الدرقية، ثم زرت طبيباً نفسياً وشخص حالتي أنها اكتئاب وذهان، وأنا مستمر على العلاج حتى الآن، وفي تحسن مستمر.

المشكلة التي أعاني منها لم يفهمها الطبيب، وهي أني حينما أقابل شخصاً أحس أنني مثله، وحينما أسمع صوت رجل يتكلم أشعر أنه صوتي، وليس لدي مشاعر غضب أو انفعال أو بكاء، وحينما أقرأ قصة وفيها أحداث جرت مثلاً: ذهب محمد واشترى لصديقه تفاحة فأكلها، فإن إحساسي يفسر أن الذي اشترى التفاحة هو أنا، والذي أكلها هو أنا وكل أحداث القصة إنما وقعت علي أنا، رغم أني أفهم أن هذا غير صحيح، ولكن هكذا أحس، يقول الناس عني: إني إنسان معكوس، كما أني أشعر أن لغة الجسد عندي غير صحيحة، فالناس كثيراً ما يفهمونني على غير مرادي.

ليس لدي حيلة إلا كبت هذه المشاعر والصبر عليها، وأنا إنسان شخصيتي ودودة وحساس ومفكر، أقرأ كثيراً ولا ينقصني شيء -ولله الحمد- كما أني درست بكالوريوس شريعة إسلامية، وتخرجت بتفوق.

سؤالي هو: ما تفسير هذه الحالة؟ وهل لهذه الصعقة الكهربائية دور في هذا المرض؟ وما هو العلاج المناسب؟ مع العلم أني أتناول ريسبردال 4 مج، افيكسر 150، ليثيوم 450 مج، ثايروكسين 150 مج.

شكر الله لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أرى أن للصعقة الكهربائية التي حدثت لك علاقة بالأعراض التي ذكرتها الآن، إلا إذا حصل أنك وقعت أثناء هذه الصعقة الكهربائية وحصل ضرر في المخ، ولكنك لم تذكر هذا، غير ذلك لا أرى أن للصعقة الكهربائية أي علاقة بما تحس به من أعراض.

تفسير ما ذكرته أنه أفكار وسواسية ليس إلا، طالما أنت تحسها وتعلم ما يجري وأنك تعيش غير ذلك حياة طبيعية فأعتقد أنه نوع من الوساوس، وتكون أنت حساس بطبعك يا أخي الكريم.

العلاجات التي تأخذها الآن هي مضاد للذهان وهو الرسبيريدال 4 مليجرام، وأرى أنها جرعة معقولة للهلاوس السمعية والبصرية، الإفيكسر 150 مليجرام وهي جرعة معقولة أيضاً للاكتئاب والقلق.

لا أدري لماذا الليثيام 450 مليجرام، الليثيام هو مثبت مزاج ومفيد في الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطبية، الثايروكسين أعطي لك لأنه تمت إزالة الغدة الدرقية، وهذا طبعاً تعويض لإزالة الغدة الدرقية لأنها تفرز الثايروكسين، والغدة الدرقية أيضاً قد تكون لها علاقة بما يحدث معك من أعراض، إما وسواسية أو أعراض قلق وتوتر، ووجد أن اضطراب الغدة الدرقية له علاقة بالأعراض النفسية، ويجب عليك فحص وظائف الغدة الدرقية بعد الثايروكسين، وإذا كانت الأمور مستقرة مع هذه الجرعة من الثايروكسين فالحمد لله.

على أي حال أرى أنه يجب أن تواصل مع طبيبك، لأن هناك أشياء ذكرتها لا يمكن الحكم عليها إلا من خلال اللقاء المباشر يا أخي الكريم، وأرى أن الطبيب الذي قام بالكشف عليك وأعطاك الأدوية في مكانه أفضل مني لتقييمك التقييم الشامل، وهل تستمر على هذه الأدوية أم تغيرها، هو الذي يستطيع أن يتخذ هذا القرار، فأرى أن تستمر معه كما ذكرت على العلاجات التي تأخذها بصورة عامة، وهي طيبة لما تعاني منه، وقد ذكرت أنك تحسنت عليها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً