الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل أبواب العمل مغلقة.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أعيش في الجزائر, عمري 18 سنة، لم أستطع إكمال دراستي لبعض المشاكل، ولدي موهبة في البرمجة، لذا اشتريت حاسوبا، وبدأت أبرمج بعض الألعاب باستعمال برامج مقرصنة؛ لأنها غالية الثمن.

برمجت 5 ألعاب، ووضعتها مجانا على البلاي ستور للهواتف, وأيضا فتحت قناة على اليوتيوب وألعب بعض الألعاب، لكنها مقرصنة أيضا، ولا أستطيع شراءها؛ لأن الدخل في الجزائر 130 دولارا شهريا فقط، وعائلتنا مكونة من 4 أفراد، ولن أتمكن أبدا من شراء الألعاب والبرامج؛ لأن تكلفتها أكثر من 600 دولار شهريا، والألعاب سعرها أكثر من 130 دولار، وتدفع دفعة واحدة.

لكن اليوم بحثت عن هذا الشيء، ووجدت أنه حرام، وانتهاك لحقوق الملكية؛ لذا حذفت قناتي في اليوتيوب، وحذفت الألعاب التي برمجتها، وأزلت البرامج والألعاب المقرصنة من حاسوبي، ( ولم أربح بها المال )، وقررت عدم فعل ذلك أبدا مرة أخرى.

أنا الآن ضائع، ولا أدري ما أفعل؟ لا يمكنني استئناف الدراسة ولا يمكنني أن أعمل في مجال البناء الذي لا يتطلب شهادة؛ لأن لدي مشاكل صحية، ولا يمكنني البرمجة لعدم وجود برامج مجانية تمنح نفس ميزات البرامج المدفوعة.

ماذا أفعل لكي أسترزق بنفسي مستقبلا؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أدير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك، أقول مستعينا بالله تعالى:
ربنا جل في علاه لم يغلق على أحد أبواب الرزق، بل فتحها على مصراعيها، وما على العبد إلا أن يسعى ويعمل بالأسباب قال سبحانه: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا).

البرامج الأصلية فيما أعلم لا تبقى على نفس الثمن، بل كلما تقدمت التقنية نزلت قيمة البرامج القديمة، ولذلك فأنصحك أن تبحث عن البرامج القديمة، فلعلك تجدها بثمن معقول.

أحيانا تقوم شركات التقنية مالكة تلك البرامج بالسماح بتنزيل برامجها مجانا في أيام محددة، فعليك أن تبقى متابعا لمواقع تلك الشركات، فلعلك تظفر بحاجتك، ومن ذلك على سبيل المثال قامت شركة ميكروسوفت قبل أيام بمثل هذا الأمر لبعض برامجها، ولقد استفاد منها من بلغه ذلك الإعلان، علما أن البرنامج الواحد كانت قيمته خمسمائة دولار تقريبا.

بإمكانك أن تتجه لكتابة الأبحاث وتنسيقها كرسائل الماجستير والدكتوراه بعد أخذ بعض الدورات ولو عن طريق البرامج المنزلة على اليوتيوب، فذلك مصدر رزق مربح وحلال بإذن الله تعالى.

هنالك برامج تأتي ضمن الكمبيوتر، فيمكن أن تعمل من خلالها مثل تصميم الدروس والمحاضرات والدورات من خلال الباور بوينت، وكذلك برنامج الفوتوشوب إن وجد في حاسبك.

لا تربط نفسك وعملك ومصدر رزقك بتصميم الألعاب، ولكن انظر للمتاح بين يديك فابدأ به، وجمع المال لتشتري البرامج التي تريدها وتبدأ بعد ذلك بالعمل.

شراء البرامج عن طريق الشركة مباشرة، أو عن طريق الوكيل يكون سعره مرتفعا، لكنك لو اشتريتها عن طريق الإنترنت والشركات المسوقة لها قد تجد فيها تخفيضا كبيرا، فمثلا أنا لو اشتريت مكافح الفايروسات (كازبر سكاي) لجهاز واحد من الشركة قد يكلفني خمسة عشر دولارا، لكني لو اشتريته عن طريق الإنترنت فسأجد بنفس السعر لثلاثة أجهزة فأستخدم واحدا لي، وأبيع اثنين.

أحيانا قد تجد بعض المختصين بالبرمجة لديهم برامج أصلية وصاروا لا يستخدمونها كونهم اشتروا أفضل منها على سبيل المثال، وهنا يمكنك شراء تلك البرامج منهم بثمن رمزي، وهذا يحتاج أن تبحث أو تنزل إعلانات في المواقع المتخصصة، وربما إن عرف هؤلاء ظروفك وما تمر به فقد يمنحونك البرامج المطلوبة مجانا.

أنصحك أن تعود لإكمال دراستك في المدارس الحكومية، ولا تجعل الظروف تمنعك من ذلك، وعليك أن تجاهد نفسك في هذا المجال، لأن مستقبلك بعد توفيق الله مرهون بإكمال تعليمك الجامعي وإكمال الدراسات العليا، فإنك وإن استطعت أن تعمل في البرمجة كما تقول، لكن ذلك سيكون لمدة محددة وستتجاوزك التقنية حينها وتتوقف وتعض على أنامل الندم ولن ينفع.

أنت لا زلت تحت رعاية أسرتك، وإن كانت الحياة متعبة، لكنك ستكون أملهم بعد الله في المستقبل، ولا أظن أنهم سيقفون في وجهك ويمنعونك من إكمال دراستك.

أخيرا آمل أن أكون قد فتحت لك بعض الأبواب التي قد تساعدك في حل مشكلتك، ونسعد دائما بتواصلك سائلين الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً