الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أخي أن يتزوج ولا يبقى وحيدا، كيف أقنعه؟

السؤال

السلام عليكم

أخي يبلغ من العمر 46 سنة، وبمنصب مرموق، ويرفض رفضا قاطعا محاولة الارتباط، ورغم تأكدي بطرق خاصة سرية أنه لا يعاني أي مرض طبي، أو أنه يمارس علاقات محرمة، إلا أنني حائرة جدا، فهو محافظ على فرائض الدين من صلاة وزكاة وصوم، وأخلاقه حسنة، وأغلب من يتعامل معه يحبه، فهو رجل بمعنى الكلمة، فقد قضى نصف عمره في سلسلة من المعاناة، فتحمل الإنفاق بعد وفاة الوالد لسنوات عديدة، وتحمل تكاليف زواجي، وأعجب بزميلة له بالعمل، ولكن لم يكن يملك مؤونة الزواج في حينها، إلى أن تزوجت.

بعدها مكث 10 سنوات يرعى أمي المريضة بالزهايمر، ولم يتركها لدور المسنين، رغم شعوره أن الوالدين قصروا في حقه تقصيراً شديداً، وظلموه إلى أن وصل لهذا السن وحيداً، وقرر الاستمرار، فهو لا يجد في نفسه الدافع، والمقصود بالدافع ليس الميل للنساء أو أنه عنين، ولكن الحافز أنه لا يريد أحداً في حياته، فيكفيه ما لقي من أقرب الناس إليه، فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك اهتمامك بأخيك، والحرص على مصالحه، ولا شك أن ما ذكرت من صفات هذا الأخ تجعل من يسمعها يتفاءل له بالخير في دنياه وفي آخرته، فإن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، والصفات الجميلة في الإنسان وأعماله الحسنه تجلب له الخير، وتفرج عنه الهموم، والآيات والأحاديث الدال على هذا المعنى كثيرة مستفيضة، ولكن هذا الأخ في حاجة إلى تذكيره بمنافع الزواج، وأن الزواج فيه فوائد عظيمة يحتاجها الإنسان في حياته وبعد مماته، فينبغي أن يذكر له ما يحتاجه هو من المؤانسة، والولد يقوم عليه حين الضعف كما فعل هو في والدته التي قام برعايتها وأحسن إليها عند ضعفها.

ينبغي أن يذكر بأن الولد امتداد للوالد بعد مماته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. ومنها ولد صالح يدعو له)، ومنها حصول السكينة والاطمئنان في البيت، وينبغي أن تتلطفي به في إيصال هذا المفهوم إلى نفسه، وأن الأزواج ليسوا نسخة واحدة متكررة، وأن ما حصل في أسرته الأولى ليس بالضروري أن يتكرر ثانية، ولو كان الزواج كذلك لكان أكثر العالم لا يتزوجون، فبشيء من المناصحة والتذكير بفوائد الزواج ومنافعه، نأمل إن شاء الله تعالى أن يتراجع هذا الأخ عن هذا القرار ويسعى إلى التزوج.

إذا لم يتزوج فإن الأمر كما قال، لم يخالف فيه شريعة الله تعالى فإن الزواج ليس واجباً إلا على من خشي على نفسه أن يقع في الحرام وهو قادر على الزواج، أما إذا لم يكن الحال كذلك، فالزواج غير واجب، ولكنه مستحب في حالات كثيرة، فينبغي أن يرغب فيه، وأن يذكر بالأحاديث الحاثة على الزواج فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معشر الشباب من استطاع أن يكمل باءه فليتزوج)، وأمر عليه الصلاة والسلام الزواج في أحاديث كثيرة والإنجاب، وأخبر أنه يباهي بهذه الأمة يوم القيامة، فالزواج إذاً من سنة المؤمن سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما من سنة المرسلين، فينبغي الحرص عليه اتباعاً للأنبياء وتحصيلاً لهذه الفوائد التي ذكرناها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح شأن هذا الأخ، وييسر له الخير ويقدر له الخير حيث كان، ويرضيه به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً