الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي صديقة مزعجة وأمي هي من تفرضها علي، فكيف أتعامل معها؟

السؤال

سوف أختصر قدر المستطاع، كيف أتخلص من صديقة لي وأبعدها، لكن والدتي تفرضها علي فرضا، صديقتي متمسكة بي، وتعلم أن أمي تحبها وتستغل هذه النقطة، المصيبة أنها تدخلت في حياتي، وسببت لي المشاكل، والمصيبة أن أمي تأمرني أن أذهب لأصالحها رغم أن صديقتي هي التي بدأت ووالدتي تعلم ذلك.

مشكلتي ليست مع صديقتي فقط، بل مع والدتي التي أرى أنها تحب صديقتي أكثر مني، وكأن صديقتي عملت سحرا لوالدتي، صديقتي توترني لا أرتاح لها وأريد أن أبتعد عنها، ولا أعلم ما العمل؟

موضوع بعدها عني، هذا صعب بسبب صديقات مشتركات، لكن كيف أقنع أمي أن لا تتدخل في أمورنا، ولا تحضرها لمنزلي، ولا توبخني إن لم أدعها لدينا؟ لأنه بصراحة صديقتي تستهزئ بي، وتتطاول عليّ لدرجة أني في فترة أخذت حبوبا منومة قوية باستشارة من دكتور.

هذه باختصار مشكلتي، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الحرص على بر الوالدة، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح الأحوال، وأن يبعد عنك السوء وأهل السوء، هو ولي ذلك والقادر عليه.

إذا كنت تملكين عددا من الصديقات، فاحرصي على أن تقربي من والدتك الطيبات، والمؤمنة ينبغي أن تحافظ على شعرة العلاقة، حتى مع من فيهم سوء حتى نتقي شرهم، فإن شر الناس من ودعه الناس وتركه الناس اتقاء شره، واحرصي على بيان الحقائق للوالدة في لحظات الهدوء، ولا تحاولي أن تعاندي الوالدة، فإذا كان في مجيء تلك الصديقة إرضاء للوالدة فليكن ذلك بمقدار، واجتهدي في أن تكون العلاقة محدودة، واجتهدي في أن تكوني معها في حدود المعقول، لا تتدخلي ولا تسمحي لها بالتدخل، بل إذا جاءت عند الوالدة تظاهري بأنك مشغولة ببعض الأمور، واحرصي دائماً على بيان الحقائق للوالدة.

ونقترح عليك إدخال صديقات صالحات لعل الوالدة تحب الآخريات أيضاً، فيكون في ذلك متنفس، واختاري أوقات مجيئها، فاحرصي على أن لا تكون هي وحدها التي في البيت؛ لأن هذا يخفف عليك من الضغط، ويدخل أيضاً أخريات إلى جوار الوالدة، لعلها ترتاح إلى صديقات صالحات، فيكون في ذلك متنفس لك، هذا ما نقترح عليك، وحاولي أيضاً صرف هذه الصديقة بالتي هي أحسن، فإن إهمالك لها وتعاملك معها المحدود الرسمي، ولو بعيدا عن الوالدة مما يبعدها.

واحرصي دائماً المحافظة على الأذكار الشرعية، والتحصينات اليومية التي علمنا إياها رسولنا عليه صلاة الله وسلامه، وشجعي الوالدة ايضاً على المحافظة على الأذكار، فإنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا كما قال ربنا العظيم، والتي تفعل السحر أو تفعل المصائب لن تضر إلا نفسها، فالساحر لا يفلح حيث أتى، والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله، كوني على الخير والطاعة، واجتهدي في إرضاء الوالدة بأمور أخرى، ولا تعانديها أو تصادميها إذا أصرت على بعض الأمور؛ لأن حق الوالدة مقدم، ورضا الوالدة هو الذي سيجلب لك رضوان الله تبارك وتعالى.

ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها، فإن استهزاء هذه الصديقة سيعود على نفسها، وستعطي من حسناتها لكم، فلذلك أرجو أن تتعاملين مع الوضع بهدوء، ولا تحملي نفسك ما لا تطيق، ولا ننصح بأن تأخذي حبوبا منومة، أي تصلي لهذه الدرجة من التوتر؛ لأن هذا يدل أنك تفكرين وتتألمين أكثر من اللازم، اجتهدي في أن تفتحي للوالدة أو تجعلي للوالدة برامج أخرى تشغليها بها ولو أن تأخذيها إلى زيارة بعض الصالحات أو الأرحام من الأهل.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يتولانا وإياكم برحمته، وأن يرفع الغمة عن الأمة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً