الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخيانة الزوجية كيف تتم معالجتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي متزوجة منذ حوالي عشرين عاما، ولديها ولدان وبنت، تعاني من زوجها الذي يعرف نساء أخريات ويتحدث معهن كثيرا، وعندما واجهتة هددها بالزواج عليها، وقد طلبت في لحظة غضب الطلاق، ولولا دخول الأقارب لتم الطلاق.

وهي الآن في حيرة من أمرها قلبها جريح من زوجها وأفعالة، ولا تدري ماذا تفعل معه لكي تستمر الحياة الزوجية، خاصة وأن أولادها شباب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك - أخي العزيز - وأهلاً وسهلا بك واسأل الله تعالى أن يجزيك خيراً على حرصك على مشاعر أختك وتوفير الحل لها لغرض إسعادها ودفع الهم والسوء عنها وعن أولادها، وهو من حسن الخلق وصلة الرحم.

ما تشعر به أختك - حفظها الله وعافاها - من مشاعر الألم، جزء لا يتجزأ من طبيعة الحياة المبنية على الابتلاء، كما قال الله تعالى، ومنها الحياة الاجتماعية والأسرية والزوجية: (لقد خلقنا الإنسان في كبد).

ومما يسهم في تخفيف ألم أختك تذكيرها باحتساب ثواب الصبر على البلاء والشكر للنعماء والإيمان بالقدر والرضا بالقضاء (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه)، (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

عدم الإفراط والمبالغة في مشاعر الهم والغم والحزن، وضرورة الاهتمام بنفسها وبيتها وزوجها وأولادها، والتودد له والتحبب إليه بمحاسن الأخلاق والمعاملة، والخدمة والتجمُّل والتزين ونحو ذلك مما يساعد زوجها على العفة وغض البصر، وفقه الله للخير وأصلحه.

قيام أختك بمواجهة زوجها، أمر جيد إذا وافق الحكمة في اختيار الزمان والأسلوب المناسبين، بالتحلي بالهدوء والحُجة والحكمة، وإذا اطمأنت إلى قبوله نصحها، وشريطة أن لا يكون في نصحها له سوء أدب معه، أو تهكم، أو اتهام له بالفاحشة أو نحوها؛ كونه لا دليل على اقتراف ذلك، بل ربما كان عنده نوع تساهل وتوسع، أو شبهة أو عذر لمصلحة وضرورة العمل.

فأما إن لم يكن الأمر كذلك، فلا عجب أن يبادلها السوء بالسوء أو أكثر ويبادرها بالغضب الزائد والتهديد والتلفظ بالطلاق؛ مما ينبغي تنبيه أختك عليه؛ كون الزوج ليس على الحال المرجوّة من الاستقامة والتواضع.

أما بصدد الطلاق، فإن كان غضب الزوج حال تلفظه بالطلاق واعيا قاصدا بحيث لم يفقد الغضب عقله ولا قصده وإرادته واختياره، فالطلاق عندئذ واقع، لكنها تحتسب طلقة واحدة، فيمكنه مراجعة أختك بإحضار شاهدي عدل وتبقى له طلقتان، ولكن ينبغي نصحه بحفظ لسانه حال الغضب من التفوه بالطلاق لما فيه من لحوق الضرر والمفسدة بالطرفين وضياع الزوجين والأولاد والأسرة.

ومن المهم المحافظة على زوجها، وعدم سوء الظن به، ومحاولة تشجيعه على الالتزام والاستقامة والهداية، بتوفير القدوة الصالحة من نفسها بالالتزام بالطاعات والأذكار ومحاسن الأخلاق، ونصح زوجها ودعوته بطريق غير مباشر، وذلك بتوفير مكتبة إسلامية في البيت وفتح البرامج المفيدة فى القناة، أو بتوسيط جهة مؤثرة على زوجها في تقريبه للهداية والاستقامة والتوبة.

ويمكن الاستعانة بالوسيط في نصح زوجها، شريطة تحلي الوسيط بالحكمة والأمانة وحفظ السر والعقل والحُجة والتأثير والقبول.

ومما يسهم في التخفيف من الضغوط النفسية أيضاً، الترويح عن النفس بقراءة كتب الوعظ والسيرة، وبالمباح من النزهة والزيارة والرياضة والصحبة الطيبة والبرامج المفيدة والماتعة.

وأوصيها باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء أن يفرج همها، ويشرح صدرها، ويرزقها الصبر والحكمة والسداد، وأن يصلح زوجها ويرزقه التوبة ويجمع شملهما على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً