الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أم زوجي تسيء لي ولأهلي وتشتمني وتسبب المشاكل بيني وبين زوجي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ عام ونصف، لم أرزق بأطفال بعد، زوجي وحيد وله 7 أخوات، أبوه متوفى.

منذ زواجي كانت الأمور تسير بخير، وأتعامل مع حماتي كأنها أمي، نأكل معها كل الوجبات، أقوم بأعمال البيت كله، أمي ساعدتنا كثيراً؛ لأننا لم نكن نعمل بعد، كان كل أكلنا والمصاريف نأخذها منها، وكانت حماتي فرحة بذلك، تأخرت بالحمل وبدأت تضايقني كثيراً وتحكي للناس.

زوجي يعمل ليلاً وهي تأتي تنام معي؛ لأنها تشك في كل شيء، عندها البنت عار، لا أقدر على النزول من بيتي وشراء أي شيء، هي من تشتري.

علماً بأني أسكن بالريف، وأنا أصلاً كنت في الكلية وكنت أرجع متأخرة، والدنيا أمان، لو جاء أحد لزيارتي لا أستطيع توصيله أول الشارع، تمنعني لا تجعلني أذهب لبيت أبي وحدي مع أن المسافة قريبة جداً.

لقد تسبب كثيراً من المشاكل بيني وبين زوجي، (تريدني أن أذهب للمقابر للحمل)، تنتقد كل شيء، وأنا لا أرد عليها إطلاقاً، مؤخراً تعامل من يزورني من أهلي بسوء، ولا تستقبل أحداً، قرروا عدم المجيء ثانية، تسيء إلى أمي وتحكي للناس بكلام لم يحصل مني أو من أمي!

تعبت جدا! أنا شخصية حساسة جداً ولا أحتمل الكلام السيء ولا الشتائم، لم نرب على سماعها، أنا أتجنبها حالياً ولكن زوجي يقول أمي كبيرة في السن ولن تتغير واصبري، ولكن لم أعد أحتمل التواصل معها، لا أعرف ما علي فعله!

أرجو أن تنصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على إكمال المشوار، وأن يصلح الأحوال وأن يرزقك الصالحين من الأطفال وأن يحقق لك السعادة والآمال.

لا شك أن الوضع يحتاج منك إلى صبر، وإذا كان زوجك -ولله الحمد- منسجماً معك ومتفهماً فلا نملك إلا أن ندعوك إلى الصبر على هذه الوالدة، وهذا النمط من النساء الكبيرات في السن معروف، ولعل فعلها هذا يدل على حرصها الشديد عليك وخوفها الشديد، وهي متأثرة أيضاً بالبيئة التي تربت عليها وبكلام الناس وبأشياء كثيرة.

نحن معشر المتعلمين والمتعلمات بحاجة إلى أن نصبر على هذه الأنماط من آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، فأنت صاحبة التقدير للأمر، ولكن طالما كان بينك وبين زوجك وفاق وهو يطالبك بأن تصبري على والدتك ووالدته ويخبرك بأنها كبيرة وبأنها كذا فأرجو أن تصبري، أرجو أن تصبري لأن المصلحة العليا أن تستمري مع زوج بينكم التفاهم وبينكم الود.

رغم الإحراج الذي حصل لبعض أهلك أو لمن يفكر في زيارتك إلا أنهم أيضاً ينبغي أن يتفهموا هذا الأمر، فليس العيب فيك، ولكن العيب في هذه العادات والتقاليد التي يتمسك بها بعض كبار السن.

اعلمي أن أسرتك وأهلك وصديقاتك سيكون همهم أن تنجحي وأن تستقري في أسرتك، والإنسان يستطيع أن يتواصل مع الناس بأي طريقة يعني من الطرق، والناس يعذرون في مثل هذه الأحوال، والدتك تشكر على ما قدمته لكم، ونرجو أن يستمر منها العطاء والمساعدة لك، واعلمي أن المدة التي حصلت ليست طويلة فمسألة إنجاب الأطفال هي بتقدير الله تبارك وتعالى، ونوصيك أولاً بالدعاء لنفسك والدعاء لزوجك، كذلك أيضاً بكثرة الاستغفار، فإن الله قال: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين..)، لا مانع من أن ترددي دعوة نبي الله زكريا (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين).

كذلك أيضاً أكثري من الصلاة على النبي عليه صلاة الله وسلامه، واحرصي على أن تتم العلاقة في أيام التبويض وهي الأيام التي تتلوا فترة الانتهاء من العادة الشهرية، وبعدها حوالي 10 أيام هذه مدة تحرصين عليها، وهي معروفة يمكن أن تشاوري وتراجعي فيها طبيبة نسائية.

اجتهدي أيضاً في أن تكوني مستقرة نفسياً، شجعي زوجك على الاستقرار النفسي، وعلى أن تكون العلاقة الخاصة بينكم ناجحة وكثفوا في أيام التبويض كما أشرنا، عليه كذلك في أن يجتهد في الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى.

اعلمي أن انزعاج والدته لتأخر الإنجاب أو انزعاج الأهل هذه أمور طبيعية في البيئات الريفية، وكبار السن عندما يتدخلون يريدون المصلحة والخير، ولكن نحن نعلم أن الأمر بيد الله تبارك وتعالى، وأنا أيضاً عن نفسي لما تزوجت وجدت سؤالاً كثيراً متى تنجبون متى تنجبون، وبعد ثلاث سنوات رزقني الله بالمولود الأول، والآن عندي 7، ولله الحمد.

الإنسان لا يستعجل في هذه الأمور، فكل بقضاء وقدر ولكل أجل كتاب، فندعوك إلى الصبر والاحتمال، ولن يطول مشوار الصبر طالما كان زوجك متفهماً لهذا الأمر، ونرجو أيضاً أن تشجعيه حتى يتواصل مع الموقع حتى نعطيه توجيهات بخصوص التعامل مع والدته، والتعامل معك.

نسأل الله أن يرزقكم الذرية الصالحة، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً