الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أنني مسلوب الإرادة ولا أستطيع التغيير.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإخوة الأفاضل: أبلغ من العمر 24 سنة، متزوج، أعاني منذ الطفولة من كوابيس مزعجة وخوف، كما أعاني منذ فترة 5 سنين من قلق وضيق وحزن وعصبية وتشوش الذهن، وكثرة تفكير، ولا مبالاة، وعدم الشعور بالمسؤولية، كما أعاني من النسيان والكسل وصعوبة في النوم في الليل، وكثرة النوم في النهار، في بعض الأحيان أنام من 24 ساعة إلى 48 ساعة، كما أشعر بالتعب الشديد، وفقدان الشهية، لا أستطيع التركيز لا في ديني ولا دنياي.

أشعر أنني مسلوب الإرادة لم أعد أعرف نفسي، لا أجد حلولا في عقلي، أفشل بكل عمل، لا أستطيع السيطرة على نفسي، ولا على أفعالي، لا أدري الصح من الغلط، لم أعد أعرف نفسي، يشهد الله أنني تائه، ولا أجد نفسي.

أريد أن يصبح حالي أفضل، ولكن لا أدري كيف؟!

أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو العز المحرابي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونهنئك بشهر رمضان المبارك تقبل الله صيامكم وطاعتكم.

أخي: أنت عبرت عن مشاعرك بصورة واضحة وجلية، وأعتقد ما تحدثت عنه يشير تقريباً إلى درجة بسيطة إلى متوسطة مما يسمى بالقلق الاكتئابي، وعملية التشويش في التركيز والعصبية والتوترات والكسل وفقدان الشهية واضطراب النوم هي بالفعل تناسب كثيراً تشخيص الاكتئاب النفسي مع وجود قلق.

أيها الفاضل الكريم: إذا كان بالإمكان أن تجري فحوصات طبية عامة، فأرجو أن تقوم بذلك، لنتأكد من مستوى وظائف الغدة الدرقية، مستوى الدم، قوته، مستوى فيتامين (د) مثلاً، وظائف الكلى والكبد، هذه الفحوصات العامة دائماً تعتبر قاعدة طبية جيدة ينطلق منها الإنسان، أنا لا أرى أن لديك مشكلة عضوية، أعراضك واضحة جداً أنها نفسية، لكن هذا لمجرد التأكد، بعد ذلك أقول لك أولاً: يجب أن تقيم ذاتك بصورة فيها شفافية وفيها إنصاف لنفسك، انظر إلى ما هو إيجابي في حياتك، في شخصيتك، في نفسك، وقم بتطوير الإيجابيات وحاول أن تقلص السلبيات.

الأمر الآخر لا بد أن تدير وقتك، من يدير وقته يدير حياته، وأهم شيء في إدارة الوقت أن تنام النوم الليلي المبكر، وتستيقظ مبكراً، تصلي صلاة الفجر، وبعدها تقوم ببعض المهام، البكور فيه خير كثير، ومن ينجزون في الصباح تجده بقية اليوم أصبح ممتعاً جداً بالنسبة له، فهذه نصيحة أنصحك بها فحاول بقدر المستطاع أن تنتهج هذا المسلك، أمر آخر مهم جداً وهو الرياضة، الرياضة تقوي النفوس، تحسن المزاج، تحسن التركيز وهذا أمر مجرب يا أخي، فلا بد أن تأخذ نصيبا منها، قطعاً الصلاة مع الجماعة في وقتها، الدعاء، الذكر، الورد القرآني اليومي، الأذكار هذه أساسيات، ودعائم لصحة الإنسان، جسدية كانت أم نفسيه ذلك بجانب أنها أمور تعبدية يحتسب الإنسان فيها الأجر والثواب.

التواصل الاجتماعي، لا تتخلف من واجب اجتماعي أبداً، كن دائماً في المقدمة، من يؤدون واجباتهم الاجتماعية يحسون أنهم من أسعد الناس، بر الوالدين أخي الكريم يجب أن يكون له أسبقية، هذا كله يساعد في تحسين الذاكرة، وفي تحسين المزاج، والحمد لله أنت رجل متزوج، فكن باراً ولطيفاً مع زوجتك، وأسأل الله لك التوفيق.

بقي أن أقول لك أنك محتاج لعلاج دوائي ليحسن مزاجك، وعقار سيبرالكس، والذي يسمى استالبرام سيكون مناسباً جداً بالنسبة لك، ابدأ في تناوله بجرعة 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناول هذه الجرعة لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة 10 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 20 مليجراما يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، الدواء دواء سليم وفاعل وغير إدماني، من آثاره الجانبية أنه قد يفتح الشهية نحو الطعام وأنت محتاج لذلك، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر على الصحة الهرمونية أو الذكورية عند الرجل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً