الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب مدخن، فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لخطبتي شاب حسن المظهر، من أسرة طيبة ووظيفة جيدة، ولكنه مدخن، وقد اعترف لي أنه لم يكن منتظم على الصلاة وبفضل الله أصبح منتظما، لم يكن في نيتي الارتباط من قبل بمدخن، ولكنه طموح، يعترف أنه مقصر ويريد أن يصبح أفضل، ويتمنى أن يقلع عن التدخين ولكنه يفتقر الهمة بعد (هذا ما قاله)، أشعر أن بداخله غريزة دينية، ولكن ربما لبعد أهله (مسافرون للخارج) وهو وحده هنا ضعفت الغريزة ولكنها موجودة وتظهر في خفايا كلامه، هو أيضا يحب الكلام الرقيق، وأنا أخشى الكلام الذي يرقق القلب مثل (ربنا يكرمني بيكي)؛ لأني خائفة أن يتأثر تفكيري العقلاني بمشاعر في القلب، ماذا أفعل؟

أنا أستخير كل يوم أكثر من مرة، وأشعر أنني أتقبله نفسيا غير هذه المخاوف العقلانية التي ذكرتها بالأعلى.

وجهوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أخ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، وحسن تقييم الشاب الذي تقدم لك، والشاب يحمل مؤهلات لا بأس بها، وقل أن تجد الفتاة شاب بلا نقائص وبلا عيوب، ولذلك نسأل الله أن يعينك على القبول به، ومساعدته على إكمال هذا النقص، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك وله الخير، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

لا شك أن انتظام الشاب في الصلاة بعد تركه للصلاة، وحرصه على الخير ورغبته في ترك الدخان، وما شعرت أن بداخله غريزة دينية هذه كلها أمور ومؤشرات إيجابية جداً، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يعنيك على إكمال هذا النقص، فنحن نكمل بعضنا بعضاً، وطالما كانت المسألة أيضاً في مرحلة الخطبة فمن حق كل طرف أن يتوسع في السؤال، لكننا لا ننصح بإغلاق هذا الباب، بل نميل إلى القبول بالشاب مبدئياً وإعطاء نفسك فرصة وإعطاءه فرصة، لأن الخطبة أصلاً هي فرصة للتعارف عن قرب مع ضرورة رعاية الضوابط التي فيها، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام.

وقد أشرت إلى نقطة في غاية الأهمية وهي في بعض أهله عنه وهذا أيضاً من الإشكالات التي ربما أثرت عليه، ولكن وجودك معه سيغير كثير من الأمور حسب ما ظهر لنا من خلال هذه الاستشارة، وأعجبنا جداً أنك أيضاً لا تريدين الكلام العاطفي في هذه المرحلة، ونؤكد أن فعلاً مرحلة الخطبة تحتاج إلى ترتيبات واضحة إلى مناقشة أمور هي تحدد مستقبل العلاقة كمسألة الدين ومسألة التعليم، ومسألة ترك المخالفات الموجودة هنا أو هناك، هذه هي الأمور التي ينبغي أن تناقش وبعد ذلك إذا اطمأننت وحصل ارتياح كامل والانشراح الكامل فعند ذلك إذا أردتم التوسع فالعلاقة ينبغي أن تتحول إلى عقد زواج، لكن عموماً نحن نؤيد فكرة إكمال المشوار مع هذه الشاب، مع الحرص على ترك الدخان، وأيضاً ترك أي مخالفة أو تقصير في طاعة الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يعينكم على كل أمر يرضيه، وهذه وصيتنا لكم ولأنفسنا بتقوى الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً