الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى من أن أكون مريضة بكرونا، وهذه الفكرة تسيطر علي!

السؤال

مشكلتي نفسية، أحيانا تأتيني خاطرة أني من الممكن أن أكون مريضة بكرونا ولم يظهر علي أعراض، وأتخيل ذلك إلى أن أتخيل أني مت، وأحزن كثيرا على نفسي، ويصعب علي إيقاف هذه الفكرة، وأشعر بعدها بزيادة ضربات القلب، وارتفاع الضغط، وذهبت لدكتور قال لي عندي مشاكل في القولون، وارتجاع في المريء، وضغط عالي 160/90، وقال لي لا بد أن أقلل من الضغط النفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reham حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب لك في الشبكة الإسلامية، تقبّل الله صيامكم وطاعاتكم.

موضوع الكرونا موضوع عام، هزّ العالم جميعًا، ويجب ألَّا يخاف منه الإنسان خوفا شخصيا، ويجب ألَّا يوسوس حوله بصورة شخصية، هذا أمرٌ أصاب كل العالم، ولم نُشاهد مثل هذا في حياتنا، والأمر كلُّه بيد الله وبإذنه، وكل المطلوب منك – أيتها الفاضلة الكريمة – هو أن تتخذي التحوطات المعقولة، وأن تدعي الله تعالى أن يحفظك، وأن يرفع هذا الوباء عن العالم. انظري للأمور بهذه الكيفية، لا تتعاملي مع موضوع الكرونا كأمر شخصي، الشخصنة هنا مرفوضة تمامًا.

والذي يظهر لك من أعراض تتخيّلينها حول الكرونا وأنك قد مِت – وشيء من هذا القبيل –: هذا وسواس، وسواس قبيح جدًّا، لكن لا نعتبره خطيرًا، يحدث لكثير من الناس في هذا الزمن، وكما ذكر لك الطبيب لا تعرضي نفسك لضغوط نفسية كثيرة، حاولي أن تُديري حياتك بصورة ممتازة في هذه الأيام.

حسن إدارة الوقت مهمٌّ جدًّا، نحن في رمضان، في شهر الخيرات، خصِّصي وقتًا جيدًا للعبادة والذكر – خاصة تلاوة القرآن – تفاعلي إيجابيًا مع أعضاء أسرتك، الناس الآن جلسوا في البيوت واكتشفوا أشياء جميلة تتعلّق بالعلاقات الأسرية، وحاولي أن تمارسي رياضة داخل المنزل إن كان ذلك ممكنًا.

ويمكن أن تتناولي أحد مضادات قلق المخاوف لفترة قصيرة، عقار مثل (سبرالكس) سيكون مفيدًا جدًّا لك، والجرعة في حالتك صغيرة، هي أن تبدئي بخمسة مليجرام – يعني نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناوليها يوميًّا لمدة أربعة أيام، ثم اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

طبعًا حالتك هذه نعتبرها نوعًا من التفاعل الظرفي الذي نُسمّيه بـ (عدم القدرة على التكيف)، بمعنى أنه قد حدث ظرف معيَّن، ونسبة لقابليتك أصلاً للقلق والمخاوف والوسوسة حدث لك ما حدث، وأعراض القولون طبعًا أعراض ثابتة في حالات القلق، الأشخاص الذين لديهم ميول للقلق وللتوتر دائمًا تحدث عندهم أعراض نفسوجسدية مثل تقلّصات القولون، وحتى ارتجاع المريء قد يكون مرتبطًا بالقلق، وارتفاع ضغط الدم العصبي مرتبط بالقلق، وهذا أيضًا معروف، لكن يُفضل أن تراقبي ضغط الدم حتى في المستقبل. زيادة ضربات القلب طبعًا من القلق أيضًا.

وسيكون من الجيد أيضًا أن تجري فحوصات طبية عامّة، تتأكدي من نسبة الدم لديك، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12). هذه فحوصات مهمَّة من وجهة نظري، لأن الإنسان حين يكون لديه قاعدة طبية (فحوصاته سليمة)، ويتابع مثلاً مرة كل ستة أشهر، هذا أمر جيد، ويُشعر الإنسان بطمأنينة كبيرة جدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً