الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب مرض قلق المخاوف وعلاجه

السؤال

السلام عليكم.
من فضلكم هل يجب علي الذهاب عند أخصائي نفسي بسبب الخوف الذي ينتابني في أي موقف جديد غير مألوف، وأظن مرد هذا لمزيج متناقض من خوف من الفشل أو من صدم الآخر، وإيقان بمحدودية قدراتي مع عدم المبادرة، فأحس بسلبية لا أطيقها وأكرهها، وأحس أني كالمكبل بالقيود لا يرضاها ولا ينزعها.

نقطة أخرى: عدم الثقة بنفسي مصحوب بمشاكل في التواصل، خصوصاً عندما أعد ملفاً، فخوفي يفقدني السيطرة على أعصابي ويمنعني من التركيز في عملي، وفي أي اجتماع ضربات قلبي تزداد سرعة كأني من سيعرض، أما أن أقوم ببحث كامل وأعرض النتائج فلا أتصوره، ناهيك عن تلقي الانتقادات ببرودة والدفاع عن قناعتي بهدوء وحجج دامغة أو حتى تقبل الخطأ أحياناً.

صراحة أغبط من لديه كل هذه القدرات، وأتمنى أن ترشدوني كيف أتخلص من الخوف، خصوصاً أني عدت إلى عادة قضم الأظافر بفمي بعد تركها مدة سنين، وأيضاً لي طفل أريد تربيته جيداً حيث إني مطلقة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oum حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

من هذا السرد الذي ورد في رسالتك يتضح أنك تُعانين من قلق المخاوف، والذي يمثّل الخوف الاجتماعي المكون الأساسي فيه.

والمخاوف دائماً تُعالج عن طريق المواجهة والإصرار عليها، وعدم تجنب مصدر الخوف، وعادة قضم الأظافر التي ذكرتها هي في الواقع نوع من الدليل على اشتداد القلق والتوتر الداخلي.

الأدوية النفسية الفعّالة لعلاج القلق والمخاوف تُساعد بصورةٍ كبيرة على علاجه وإزالته، ولكن لابد للإنسان أن يواجه كما ذكرت، ولابد أن تكون هنالك إرادة التغير نحو الأفضل، وعليه سأصف لك أدوية، ومن أفضل هذه الأدوية التي يمكن أن تبدئي في استعمالها علاج يُعرف باسم (سبراليكس)، وجرعته هي (10 مليجرام) ليلاً لمدة شهرين، ثم تُرفع الجرعة إلى (20 مليجراماً) أيضاً ليلاً بعد الأكل لمدة ستة أشهر، بعدها تخفض الجرعة إلى (10 مليجرام) ليلاً لمدة شهرين آخرين، بعدها يمكن التوقف عن العلاج.

لابد أيضاً من أن يكون هنالك نوع من العلاج الاجتماعي، وتنظيم وقتك وقضاؤه فيما هو مفيد، بحيث تكون لديك القدرة الفنية على إدارة الوقت، وهذا سوف يُعطيك الشعور بالثقة لأي عمل تقومين بإنجازه مهما كان صغيراً وبسيطاً.

الإكثار من التواصل الاجتماعي المثمر يعتبر ركيزة ضرورية من أجل الصحة النفسية.

في بداية رسالتك ذكرت: هل أنت في حاجة لمقابلة أخصائي نفسي أم لا؟

ولا شك أن المقابلة أفضل؛ حيث إن الطبيب أو المعالج النفسي يستطيع من خلالها متابعة الحالة بصورةٍ أكثر مهنية ولصيقة، ولكن إذا تعذر عليك الذهاب للطبيب النفسي فيمكن أن تُطبّقي تمارين عدم التجنب بإصرار وعزيمة، مع أخذ الدواء المذكور، وهذا إن شاء الله يؤدي إلى تحسن كبير في حالتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً