الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر كأن بيني وبين الناس حاجزاً!

السؤال

السلام عليكم.

أنا أشعر بشيء منذ فترة لا أستطيع فهمه لكن سأحاول شرحه قدر المستطاع، وأتمنى منكم مساعدتي.

بداية أنا كنت محافظة على الصلاة، وأحاول الإكثار من الطاعات والاستغفار والأذكار ولكن منذ سنة تقريبا بدأت أفقد التركيز، وأشعر بحالة تشتت غريبة، لا أستطيع التركيز في فروضي الدينية، ولا إنجاز المهام اليومية، وكل ما أحاول أن أقترب من الله لا أستطيع، ولا أستطيع النوم ليلا، وأستيقظ متأخرة، وعندما أستيقظ أشعر بكآبة غريبة دون سبب، وطوال الوقت مشتتة لا أستطيع فهم أفكاري، كأني أشاهد نفسي من بعيد ولست قادرة على أن أدخل لعقلي، لا أعرف ماذا يحدث داخله!

أشعر كأني أفقد السيطرة على تصرفاتي، فمثلا عندما أريد أن أستغفر أشعر وكأني أمسك نفسي من الخارج وأغضب عليها، فأترك الاستغفار وقراءة القرآن والأذكار، وأذهب إلى تصفح الفيسبوك لساعات، وأشعر بصعوبة عندما أريد أن أترك هاتفي، ومجرد تركه أرجع إلى ما كنت أشعر به من غربة، فأرجع لهاتفي لأنسى ما أشعر به، ويوم عن يوم الوضع يزداد سوءا.

أصبحت منعزلة جدا، أشعر أن بيني وبين جميع الناس حاجزا زجاجيا لا أستطيع فهمهم، رغم أنني أحبهم، حتى أقرب الناس لي أجاملهم طوال الوقت! وهذا يسبب لي ضغطا كبيرا، وأما في التجمعات فدائما أشعر أنهم جميعا في فيلم، كل شخص يمثل على الآخر، وحتى في الجامعة كنت أنظر إلى الناس وكأن كل شيء تمثيل، نادراً جدا ما ألتقي بشخص أشعر بأنه صادق.

أتمنى منكم مساعدتي، علما أنه لا يوجد في منطقي طبيب نفسي أو أدوية، فما هذا الذي أشعر به؟ وما العلاج؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه يسمى اضطراب الآنية وهو الشعور بالغربة، يشعر الشخص كأنه غريب عن نفسه، والآخرين غريبين عنه، وهذا الشعور طبعاً متعب ومؤلم، لكن أيضاً عندك أعراض قلق وتوتر مع اضطراب الآنية -يا أختي الكريمة-، اضطراب الآنية علاجه الرئيسي هو التجاهل مع مرور الوقت -إن شاء الله- سوف يزول هذا الشعور، فقط عليك أن تتجاهليه، مارسي رياضة بانتظام فإن الرياضة تؤدي إلى الاسترخاء وتخفيف التوتر، ولتكن الرياضة في شكل مشي يومياً أو في شكل تمارين داخل المنزل تمارين رياضية، ولكن أهم شيء أن تكون مستمرة لمدة نصف ساعة يومياً.

الشيء الآخر فليكن عندك روتين يومي هذا الروتين سوف يشغلك عن التفكير الكثير، ثالثاً: عليك بالتواصل مع صديقاتك عن طريق الواتساب أو عن طريق الفيس بوك فهذا أيضاً يقلل من التوتر، لا أدري هل تستطيعين الحصول على أدوية نفسية طالما لا يوجد طبيب نفسي؛ لأن هناك أدوية قد تساعد بالذات في القلق والتوتر، ومثلاً هناك دواء السيبرالكس أو استالبرام 10 مليجرام، لو استطعت الحصول عليه ابدئي بنص حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة ويجب أن تستمري عليه لعدة شهور حتى تزول كل هذه الأعراض، وبعدها تعودين إلى حالتك الطبيعية -بإذن الله-، وإلا فهناك أدوية أخرى أيضاً مثل الأيمتربتالين مثلاً وهو دواء قديم مضاد للاكتئاب ومضاد للقلق 25 مليجرام ليلاً أيضاً قد يساعدك كثيراً في التخلص من القلق والتوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً