الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا محتارة هل أكمل مع خطيبي أم أتركه؟

السؤال

السلام عليكم.

خطيبي يكبرني بتسع سنوات، متعلم لا يعمل بما تعلم لأنه لم يسمح له بتقديم امتحان المزاولة، مقبول ماديا.

عصبي أحيانا، وعندما يعصب أحيانا يسب ويكسر أشياء أمامه، وإذا غضب من الأطفال يضربهم، يسلم على الأجنبيات، وفي حسابه الفيسبوك فتيات لا أعلم إن كان يتحدث معهن أو لا؟ ولكنه أخبرني أنهم قريباته، والفتيات اللواتي كن يدرسن معه.

لا يغض بصره كما يجب، فيقول مثلا عن ممثلة أو فتاة أنها جميلة، يتذمر أحيانا، ويشكو العمل والحر ووجع جسده وما إلى ذلك.

يسهر أحيانا مع أقربائه او أصدقائه إلى ما بعد منتصف الليل، وهو معتاد أن يسهر مع أصحابه مرة بالأسبوع، يشيش مرة بالأسبوع مع أصدقائه، أحيانا يسمع أغاني أجنبية أو عربية رومانسية، أحيانا كانت تفوته صلاة الفجر بسبب تعبه، أو عدم ايقاظ أهله له، ومرة فاتته صلاة العصر وهو معي في النزهة، ولم يكن لديه عذر، ويحب أن يأكل كثيرا، أحيانا أشعر أنه بخيل ويميل لشراء الأشياء الرخيصة، والتي عليها تنزيلات.

يتذمر أن الوضع متأزم ماليا ، وأن المال الذي معه نفذ، ولاحظت أنه يلعب ألعابا مثل كرة القدم وأوراق الشدة على الهاتف، ويشاهد مسلسلات يقول أنها مسلسلات نافعة، ولكن اتضح لي أن ليس كل ما يشاهده نافع، فمنه ما هو أفلام اجنبية.

في الغالب حينما أسأله كيف قضيت يومك؟ يقول: عمل، تعب، وبيت، فيضايقني؛ حيث لا أسمع منه أنه قضى بعضا من وقته بما هو مفيد.

أشعر من هذه الأشياء أنه ليس ناضجا بشكل كاف، وليس مؤهلا لحمل المسؤولية كما يجب، فهل هذا صحيح؟

لا أحب فيه أنه يثق سريعا بمن حوله، ويؤيد ضرب الأطفال لتربيتهم، مما جعلني أشك هل هو عنيف أم لا، كيف لي أن أعلم؟

منفتح مع الآخرين هذا جيد نوعا ما، لكن هناك أصدقاء ومعارف وأقارب لديه يتواصل معهم، عندما أخبرني عنهم وجدت أن فيهم صفات سيئة، فقلقت أن يصبح خطيبي مثلهم.

كل من يعرفه يمدح به بأنه جيد وحسن الخلق، متعلم، يصلي، إذا حزنت يراضيني، لطيف، يساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مساد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك مع زوجك السعادة والآمال، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

لا يخفى أن فترة الخطبة هي فترة في الأصل للتعارف، والإنسان يتعرف على الشريك الآخر بعد هذا الغطاء الشرعي وبعد تواصل بين الأسرتين، ولذلك نتمنى أن يتحقق هذا التعارف دون أن تحدث التجاوزات؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، وإذا كنت قد أعجبت بالشاب والصفات الأخيرة أنه الناس يمدحونه أنه حسن الخلق، وأنه الأخلاق، وأنه متعلم وأنه يصلي، وأنه يرضيك، وأنه لطيف هذه حقيقة صفات رائعة، يعني ينبغي أن توضع هذه في كفة مع تلك السلبيات التي ذكرت، ذكرت سلبيات أيضاً ولكن نحن نريد أن نقول من الذي يخلو من السلبيات، من الذي ما ساء قط، من الذي له الحسنى فقط، وإذا بلغ الماء قلتي من يحمل الخبث.

والذي نريد أن تتأكدي منه هو إمكانية التصحيح هل الآن يندم إذا فاتت الصلاة يندم على مثل هذه الأمور، وأيضاً نتمنى أن تحرصي أنت على أن تتمسكي أكثر بآداب وأحكام هذه الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، نحن حقيقة لا نشجع إنهاء العلاقة، ولا نشجع فكرة التنبيش والتفسير للتصرفات، فكونه مثلاً يشتري من الأماكن الرخيصة، لماذا نشتري الغالي لماذا يعني هذه لا تدل على أن الإنسان بخيل، فالحرص أيضاً مطلوب، والمال ينبغي أن يوضع في مواضعه الصحيحة، أما كثرة الشكوى وكثرة الكلام من العمل هذه سلبيات بسيطة ونحن نقول لن يجد الرجل امرأة بلا عيوب ولن تجد المرأة رجل بلا نقائص، فنتمنى أيضاً أن تكملوا المشوار أن يكون التحريض بينكم والتوصية على المزيد من الطاعة لله -تبارك وتعالى-، لأن الدين والمحافظة على الصلاة هي مفاتيح التوفيق ومفاتيح الرزق، ومفاتيح الخير.

كونه يشاهد مسلسلات يشاهد أشياء قطعاً هذا نتمنى أن يزول، ولكن قبل الزواج في حياته فراغ كبير، أنت من سيملأ هذا الفراغ، ونسأل الله أن يعينك على أن تكوني عوناً لزوجك على الطاعات ويكون هو أيضاً عوناً لك على رضا رب الأرض والسماوات، وأيضاً بالنسبة للعلاقات الاجتماعية عموما هي جيدة، ولكن أيضاً ينبغي أن يحسن اختيار الأصدقاء، ويتعامل مع الجميع، المؤمن الذي يخالط ويصبر خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، الإنسان له دائرة كبيرة؛ ولذلك المؤمن يتمنى أن يحبب الله إليه الناس وأن يحبب إليه الصالحين منهم، فنرى أن تكملوا المشوار ويكون التواصي بالحق والتواصي بالصبر والنصح هو العهد والميثاق الذي بينكم، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً