الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف الشديد من الله والعذاب والموت

السؤال

دائماً عندي إحساس بالخوف من الله وعذابه والنار والموت وما يتبعه من قبر وعذابه دائماً رغم التزامي وتديني، ولم أسترح إلا بعد سفري إلى السعودية وعمل مناسك عمرة، ولكن بعد العودة إلى وطني رجعت كما كنت عليه من خوفي الشديد من الله والموت والعذاب.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يشرح صدرك للذي هو خير وأن يصرف عنك كيد الشياطين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الخوف من الله جل وعلا من أجل العبادات وأعظمها وأنه مرتبة عالية من مراتب أهل الإيمان حتى من الملائكة والأنبياء والمرسلين، وأنه جل وجلاله قد أثنى على الذين يخافون بل ووعدهم جزاء عظيماً بقوله جل شأنه: (( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ))[الرحمن:46] إلا أن الخوف المطلوب من العبد هو الخوف الذي يحجزه عن محارم الله ويحول بينه وبين المعصية، وهذا هو الخوف الذي قرره علماء الشريعة وهو الموافق للشرع بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك)، وهو الذي نطق به القرآن في معرض ثنائه على يوسف عليه السلام عندما دعته امرأة العزيز: (( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ))[يوسف:23]، وهو الموافق لما ثبت أيضاً في السنة في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله حيث قال: (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله)، إلى غير ذلك من النصوص القرآنية والنبوية.

فإن زاد الأمر عن هذا الحد حتى عطل حياة الإنسان لزمه أن يعرض نفسه على أهل العلم الثقات ليساعدوه في التخلص من حالته ووضعه على جادة الطريق بما يوافق الشرع؛ لذا أرى أن تحاولي عرض نفسك على بعض الإخوة المعالجين بالقرآن والرقية الشرعية من المشايخ والدعاة الثقات لاحتمال أن يكون في الأمر شيء لم يرد في وصفك لحالتك.

ولا مانع كذلك من عرض نفسك على أخصائي نفساني من ذوي الاتجاه والحس الإسلامي لمساعدتك، وهذا كله جائز شرعاً وليس فيه شيء، وإن شاء الله ستجدين المساعدة من هؤلاء العلماء أو الأطباء حتى تصبح حياتك طبيعية وعليك كذلك بالدعاء والإلحاح على الله أن يقدر لك الخير وأن يصرف عنك كل سوء وأن يلزمك شرعه وسنة نبيه، ولعلك إن لم تكوني متزوجة أن يكون ذلك بسبب الفراغ فإن تزوجت وصارت لك أسرة وأولاد فستزول هذه المسألة أو ابحثي عن شيء هادف ومفيد تقضين فيه أوقات فراغك حتى لا تزيد عليك هذه الحالة.

والله والموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً